الخميس، 3 مارس 2011

المسيخ الدجال والاخوان المسلمون

المسيخ الدجال والاخوان المسلمون




ان دعاة السلفية فى بلادنا يقولون لنا قول السلف ويفعلون فعل التلف. يكررون على مسامعنا اقوال السلف يزجرون الناس ويخوفون ويكفرون ويخاطبون الناس بالغلظة . ويفتون بالموت لمن خالف قولهم . يسمون انفسهم مسلمين سلفيين ليؤكدوا انهم وحدهم الفاهمون الراعون لدين المسلمين .بل هم قادة الامه ويفتون بالموت والتكفير لمن خالف قولهم .وتلك اولى العلامات التى يتصف بها الميسخ الدجال الذى يزعم وحده امتلاك شأن الدنيا والدين .أليس توصيف انفسهم بالمسلمين يعنى ان غيرهم من الكافرين ؟.لكن ألسنا شركاءهم فى هذا الدين ؟ وان السلف ارث لجميع المسلمين وليس لطائفة من بينهم تزعم ذلك وتتسيد عليهم بالدين ؟ ام ان الاسلام تركة خاصة بفرقة او عصابة بذاتها من بين المسلمين .تدعى وحدها انها المسئولة عن دين الله فى الارض تكفر من تشاء وتبدع من تشاء وتطرد من تشاء من جنة الدين .فلا نحن كفرنا كفر فرعون موسى حتى يزجرونا بالتكفير ويدمروا بلادنا وابرياءنا بالتفاجير . ولاهم مثل موسى ولاهم للخير فاعلون ولا هم حتى به من الناصحين .بل ان معظمهم فعال للشر معتد اثيم .وما حادثه ابن محمد حسان ببعيد .حيث تزوج عرفيا بفتاة من فاقوس جاءت لكى تعمل فى قناتهم الفضائية .فقال لها : اننا لا نوظف نساء فى القناة .ثم اخذ منها رقم تليفونها المحمول ثم تدرج معها من نظرة فابتسامة فموعد فلقاء ثم زواجا عرفيا .حيث كان يقابلها فى شقه احد مخرجى القناة فى 6 اكتوبر .ولما حملت منه الفتاة اجهضها مرتين .وعندما ذهبت الفتاة تطلب من والده الداعية الكبير ان يجعله يتزوج بها رسميا .عرض عليها ان تأخذ مبلغا من المال وترحل فى صمت .انظروا فى ردة الفعل لان المتهم هنا هو احمد محمد حسان نجل الداعية محمد حسان . الذى يفتى ان الزواج العرفى زنا صريح .فماذا فعل مع نجله وقد تزوج الفتاة عرفيا .بل ما زاد الطين بله انه اجهضها اكثر من مرة يعنى قتل نفس .والقضية الان منظورة اما نيابة 6 اكتوبر .



لم يرد عن القرآن ولا عن النبى مايبشر بظهور جماعة الاخوان او الجماعة السلفية او الجماعة الجهادية ولا مركز بحوث ازهرية يمنع ويصادر ويكفر او يضع العقل والفكر والابداع تحت مقصلة محاكم التفتيش الدينى لكنه اكد ونبه وبشر بالدجال .لقد انبأنا بفتنة المسيخ الدجال ولم ينبئنا بظهور اخوان توحد المسلمين تحت قيادتها .لكنه اخبرنا بتفرق المسلمين الى فرق



ثلاث وسبعين .لنقارن اذن بين السلف والسلفيين والاخوان حتى نفرز الغث من السمين . لم نسمع من السلف شعار القرآن دستورنا طلبا للسلطان بالضحك على ذقون المسلمين .ليسوموهم بعد ذلك سوء العذاب ويسوقوهم للخراب . لكنهم - السلف - علموا ان القرآن هو دستور ديننا واخلاقنا , لانه لو كان دستور دولة لما اختلف الراشدون الاربعة كل على طريقته فى الفهم وفى الحكم وفى الادارة . والا كانت مخالفتهم مخالفة للدين ولما وقعت الفتنة الكبرى ولما حاربت عائشة عليا ولما قتل عثمان وعليا .لو كان القرآن دستور دولتهم لعاشت دولتهم ازهى العصور واكثرها امنا وسلاما واستقرارا , بينما لم تكن ابدا كذلك .



ثم اذا كان الاخوان يعلمون ان القرآن هو دستور دولة حقا , فلماذا تراجعوا الآن وقرروا قبول الديمقراطية ذات الاصول الرومانية الوثنية .والتى يطبقها الغرب وامريكا ويطالبونا بتطبيقها.لماذا قبلوا بالاصلاح ؟! فهل كان الدستور القرآنى فاسدا -معاذ الله - وهل يقر المؤمن الصالح ان القرآن دستور الدولة ثم يعود فيقبل باصلاحات ديمقراطية ذات صبغة بشرية مائة بالمائة ؟ بل يتنافس على انتخابات المجالس النيابية والمحلية والنقابية كأنه فى معركة حربية . الا يعنى ذلك انهم يرضون اليوم بالقانون الوضعى الذى طالما كفروه من قبل .أليس هذا من دجل المسيخ الدجال على الدين وعلى الاخوان المسلمين ؟



انهم يعلمون ان السماء لم تضع قانونا لادارة الدولة .فالقرآن ليس دستور دستور حكومة .لذلك انتقلوا عنه بكل سهولة الى المسموح به امريكيا .لانه لو كان دستورا للحكومة فان فشل الحاكم والحكومة سيكون مردودا عليه .لان الادارة من الالف الى الياء نظام بشرى خالص قابل للنجاح والفشل .تحكمه منظومة الصواب والخطأ وليس منظومة الحلال والحرام , والا كان الجميع آثمين حتى صحابة النبى المكرمين .



فالنبى لم يرسم بسنته نظاما معينا للحكم والسياسة .ولم يستخلف على المسلمين احدا من اصحابه بعهد مكتوب او غير مكتوب .ولكنه حين ثقل عليه المرض امر ابا بكر ان يصلى بالناس .فقال المسلمون بعد ذلك : رضيه لامور ديننا , فما يمنعنا ان نرضاه لامور دنيانا . وهو مايدل بوضوح على ادراك الصحابة الاوائل ان امور الدنيا شىء وامور الدين شىء . ولو كان للمسلمين نظام سياسى منزل من السماء لرسمه القرآن , او لبين النبى حدوده واصوله ولفرض على المسلمين الايمان به والاذعان له .اذن رضى المسلمون ابا بكر لامور دنياهم - اى الحكم - اما رسول الله فقد كان للدين والدنيا مختارا من قبل الرحمن . اما ابوبكر فلم يكن يوحى اليه .لقد تركت السماء للبشر ان يصمموا لدولتهم قوانين تناسبهم على مسئوليتهم لانها تعلم ان المجتمع دائم التطور دائب التغيير وهو ما يستدعى تغيرا مستمرا فى القوانين وتعديلا فى الدساتير ونظم الحكم وهو الامر الذى لايصح معه القول بان القرآن دستورنا .لانه متصف بالثبات خاصة بعد انقطاع الوحى بوفاة الرسول .لكن من اصروا بخلاف ذلك لفظهم التاريخ , فاين الخوارج اليوم لقد ذهبوا لكن ظهر بدلا عنهم المسيخ الدجال والاخوان المسلمين



كانت عناصر النظام الحاكم بعد وفاة الرسول هى طبقة الارستقراطية الدينية المختارة من الصحابة وهم بشر غير متجددين نتيجة وفاة نبيهم وبعده انقرضت هذه الفئة بالاستشهاد فى المعارك او الموت .وبعدها جاء جيل ليس له سابقة فضل او امتياز كان عليه ان يختار من بين نظم الحكم فى الدنيا مايناسبه . كان هناك رأى الخوارج اليمينى المتشدد المحافظ , وكان هناك رأى الشيعة الآخذ بمبدأ الوراثة والامامة فى آل البيت , وكان هناك من رأى الافضل فى الملك القيصرى الكسروى الامبراطورى . لكن للاسف بعض فقهاء الدين تمكنوا من تسخيره لصالح نظام الملوك الذين اكد القرآن انهم اذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوا اهلها شيعا ,وهو ما حدث فى واقع المسلمين وصوروا للبسطاء ان ذلك هو شرع الله .فغرقت امه الاسلام فى الصراعات والانشقاقات تحت حكم قيصرى كسروى يرفع راية الدين باسم الخلافة .حتى اذا سقطت الخلافة العثمانية وبدأ المسلمون يلتفتون الى نظام الحكم فى العالم ليستردوا حريتهم المسلوبة ظهر جيش المسيخ الدجال من مشايخ السلفية والاخوان المسلمين ليستعيدا ميراثا لهم بدعوى ان هذه الحريات المعاصرة ليست من الدين فى شىء او انها لاتليق بنا لاننا خلقنا فقط للاستعباد باسم نظام الخلافة الذى سينقذ الامة لتحتل العالم تحت قيادتهم وسلطانهم ..اليس ذلك هو المسيخ الدجال كامل الاوصاف ؟





ليست هناك تعليقات: