الاثنين، 12 نوفمبر 2012

ياحماس



نساء فلسطين في عين القمع!

محمد السودي
لم يخطر على بال احد أن يقوم امراء أجهزة حماس الأمنية المسيطرة على قطاع غزة قمع اعتصام نسائي سلمي بالقوة المفرطة دون رادع او وازع اخلاقي ، واستخدام الضرب المبرح بالهروات مما ادى الى اصابة العديد منهن بجراح ورضوض مختلفة ، لا لشيء إلا دعوتهن إنهاء الانقسام المدمر واستعادة الوحدة الوطنية ، لشعورهن بخطورة المرحلة الراهنة التي يفرضها واقع العدوان الاحتلالي المستمر الذي يغذي ويستفيد من كل لحظة ضعف فلسطينية لتنفيذ مخططاته الاستعمارية الاستيطانية الذي وصل ذروته على كافة الاراضي الفلسطينية ، خاصة ما تتعرض له مدينة القدس من عدوان طال كل شيء فيها من اجل عزلها عن محيطها وواقعها الديني والتاريخي ، لذلك فإن صرخات المعتصمات من حرائر فلسطين اقل ما ينبغي عمله تجاه جنون التمسك بالسلطة الوهمية بأي ثمن كان على حساب المصلحة الوطنية ومنطق الاشياء ، يا له من بؤس وصل إليه هؤلاء الذي ادعوا زهد السلطة ، بينما يفعلون عكس ما يقولون لقد افقدتهم مغانم الوجاهة البصر ثم البصيرة وباتوا لا يميزون بين الممكن وغير الممكن ، بما في ذلك تجاوز كل المحرمات التي حرّمها الدين قبل الاعراف والعادات والتقاليد ، صورة مصغرة تستحضر انظمة القمع والاستبداد والتخلف الفكري الذي لا يحتمل رؤية احد يمكن ان يخالفه الرأي او يشاركه القرار .
غابت وسائل الاعلام المشغولة بامور اخرى عن المشهد الذي لا يحتمله عقل انسان ، او غيبت عن سابق اصرار ، بينما كانت حاضرة دائما في كل ما يسيء لصورة الوضع الفلسطيني مهما كان الحدث بسيطا ، من اجل ان يغرق الجميع في التفاصيل الثانوية ، فاستخدام العنف ضد النساء لا يستحق الاهتمام لا في الخبر ، ولا برامج ما وراء الخبر كما عودتنا وسائل التشهير المقصود ولا تحتاج للناطقين الكثر طالما ان الامر مشفوع بفتاوي الشيوخ العابرة للحدود الذين يشعرون بنشوة الانتصار بعد ان جاءتهم الفرصة الى احضانهم دون عناء يذكر بمباركة حميدة من القوى العظمى التي كانوا يسمونها قوى الشر ، يستظلّون بحمايتها مقابل خدمات جليلة تؤدي بشكل مباشر الى ارباك القضايا العربية والفلسطينية بشكل خاص .
ربما يكون ما حصل للفلسطينيات المناضلات في قطاع غزة جراء تحركهن هذا مناسبة ارادت حركة حماس خلالها ان تؤكد من جديد عدم امكانية احياء اي مناسبة وطنية لا تعنيها ، رسالة استباقية وصلت بوضوح لفصائل العمل الوطني اذا ما فكرت القيام بفعاليات احياء ذكرى القائد الرمز ياسر عرفات ، او ذكرى اعلان الاستقلال بما في ذلك احباط اي تحرك داعم ليوم الذهاب الى الامم المتحدة للحصول على مقعد دولة غير عضو ، الذي ترى فيه عقبة كأداء في طريق الانفصال عن الوطن الفلسطيني الواحد ، هنا يجوز فعل كل شيء طالما كانت الغاية تبرر الوسيلة .
ثمة من يقول ان تقديم اعتذار وتشكيل لجنة تحقيق فيما حصل كافٍ لتجاوز الامر واعتباره كأنه لم يكن وسيكون درسا للمستقبل لعدم تكرار ما حدث ، غير ان واقع الامر يؤكد بشكل لا يقبل التأويل ان ما حصل سوف يتكرر الان وفي المستقبل كما كان بالماضي لان السلوك المبني على باطل فهو باطل حيث لا يقف عند حدود حادثه عابرة بل اصبح نهجا تعاملت به حكومة حماس مع المواطنين والقادة والصحافيين والكوادر الفلسطينية وما رست القمع ومنع السفر بل والمرضى في بعض الاحيان ممن يخالفونها الرأي ، لذلك لا بد من وقفة وطنية جادة تتجاوز التمنيات او الاستجداء لانهاء ظاهرة الانقسام ليس من خلال المماطلات والدعوات للحوار من جديد التي لا تجدي شيئا  ، يكون للمواطن الفلسطيني الدور الحاسم من خلال رفع وتائر الحراك الشعبي الضاغط مهما بلغت الظروف ، حتى ينتهي كابوس الانقسام ويستعيد الوطن الفلسطيني عافيته ، ويحشد قواه في مواجهة مخططات الاحتلال ونيل حريته كاملة غير منقوصه وبناء دولته المستقلة بعاصمتها القدس وضمان حق عودة اللاجئين الى ارضهم وديارهم التي شردوا منها .
من الغريب ايضا ان تصمت المؤسسات الحقوقية والمجتمعية العاملة بقطاع غزة ماعدا اصوات خجولة تدعوا الى تشكيل لجنة تحقيق بالامر حتى انها لم تكلف نفسها بتحقيق مستقل مع ان الشواهد واضحة لا تحتاج الى لجان او غير ذلك بينما تعاملت هذه المؤسسات التي اصبح عددها اكبر بكثير مما يجب بمعايير مختلفة في اماكن السلطة الوطنية احدثت جلبة ليس لها اول او اخر ، اما تبرير ذلك كما قال البعض فيعود الى حالة القمع الذي يشهده قطاع غزة ، عذرا اقبح من ذنب


ليست هناك تعليقات: