بعد القائد لا اتفاق موحد ولا
إجماع ينفذ
بقلم/ سحر النحال
بعد 8 سنوات من الآن ، قضية قتل ياسر عرفات مابين الغموض
والحقيقة ، خاصة بعد التقرير الذي عرضته الجزيرة مؤخرا حول حقيقة استشهاده.
أُثير الكثير من الجدل
وفرضت عدة أسئلة وتفاعلت القضية من جديد، حيث كشف التحقيق الذي استمر تسعة أشهر وجود
مستويات عالية من مادة سامة تسمى البولونيوم في مقتنيات شخصية للرئيس الفلسطيني
الراحل ياسر عرفات، وذلك بعد فحوصات أجراها مختبر سويسري بطلب من الجزيرة، وذلك بموافقة
من سها عرفات، أرملة الرئيس الراحل، التي سلمت فريق الجزيرة حقيبة بها مقتنيات
شخصية لعرفات.
هذا ما يؤكد أن غالبية الشعب الفلسطيني كانت لديه عدة شكوك بان
عرفات قد قتل وأن القاتل هو (إسرائيل) لأنها هي من يتجرأ على فعل ذلك، وهي الوحيدة
المستفيده من وراء قتله.
يجب أن تتحول قضية قتله والمطالبة بالكشف عن القاتل إلى قضية إجماع وطني لا مكان فيها للخلاف
الداخلي والمصالح والى قضية عربية موحدة، فالطواطؤ هذا رخصا لدمه واستهانة لشعبه .
تمر أعوام على ذكراه ويولد الياسر فينا من جديد، بعد رحيله القضية
الفلسطينية تدمرت والراية الأبدية تبخرت والأنفس المريضة تمردت.
بعد فقدان الاتفاق الموحد بفقدان عرفات، من سيعيد لنا القضية
الفلسطينية؟ أهي المقاومة المسلحة أم المسيرات الشعبية، المفاوضات أم المسيرات
السلمية.
كل يغني على ليلاه، لا اتفاق موحد ولا إجماع ينفذ.
في هذه الحياة من يغادرها إلى الأبد ويتلاشى وجوده ولكن رحيله يولد
فينا من جديد نظرا لما خلفه فقدانه فينا.
لا يتفق اثنان ولا يتجادلان على طبيعة قتله فقد فات الأوان .
وبعد المطالبة بالتحقيق والشروع في إخراج رفاته من قبل الخبراء
الفرنسيين والسويسريين ماذا سيحدث وما الذي سيتغير؟
لو كان فعلا مات مسموما سيعدم القاتل أم سيحاكم مسجونا.
بعد رحيله لا أحد يخاف على أحد ولا شيء سوى مناصب زائفه، لا
شيء سوى منح وأموال من هنا ومن هناك.
بعد رحيل القائد رمز الشعب الفلسطيني ضاعت القضية ولم تسيطر
على الشعب سوى التفكير بالأزمات المتكررة من الكهرباء والوقود والمعابر والغاز
والوحدة الوطنية المفقودة .
بعد رحيله ، فلسطين أصبحت أرملة يائسة لأيتامها، أصبحت كنعانية
متوجعة لتشوه جمالها ، في رحيله فلسطين
كأم تبكي لفقدان ابنه ودعتها ليلة زفافها، كأغنية
تفتقد جمال إيقاعها.
بعد رحيله تفككت الوحدة الوطنية واختلف الأبناء واندلعت
الخلافات الفلسطينية.
لا لن يتفق بعده محمود
عباس وإسماعيل هنية إلا إذا حدثت معجزة الهية.
كم نحن بحاجة إليه، كم نحن نحتاج الحضن الذي نجتمع فيه كلنا
على فراش وحدة الوطنيين، كم نحن بحاجة إلى سماع
صرخات على القدس رايحين شهداء بالملايين .
العودة لمعرفة حقيقة مقتل الرئيس وتفاعلها من جديد تجعل في
أذهاننا عدة أسئلة:
ما هي المخاوف من معرفة القاتل ؟
مَن المستفيد وراء عدم الكشف عن ملابسات الجريمة ؟
أين نحن بعده من
الحدود من القدس واللاجئين والاستيطان والوحدة ؟
لماذا قضية التحقيق في قتل قائد وطني لم تكن بالإجماع ؟
لماذا اشتعلت الخلافات الداخلية بعد رحيله ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق