الجمعة، 6 يوليو 2012

حول تقرير الجزيرة عن موت عرفات



حول تقرير الجزيرة عن موت عرفات
د. إبراهيم حمّامي DrHamami@Hotmail.com
04l07l2012
بعد إثارة إعلامية معتادة طوال مساء أمس، عرضت قناة الجزيرة تقريراً أو تحقيقاً عن ملابسات موت عرفات قبل ثمانية أعوام، خلصت فيه لنتيجة مفادها وجود كميات مرتفعة من مادة البولونيوم المشعة في متعلقات ياسر عرفات، التي زودتها بها أرملته سهى الطويل، وعن طريق مختبر في سويسرا.
هذه كانت الإضافة الوحيدة في التقرير الذي استمر ساعة، دون تأكيد وقوع جريمة، وانتهاء بطلب استخراج جثة عرفات لتحليلها والتأكد من الاستنتاج.
كل ما ذكر عن التسمم بالبولونيوم سبق وأن نُشر وبتفاصيل أكبر وأدق، وقد أشرنا إليه بتفاصيله وتفاصيل أخرى في الكتاب الذي كتبناه تحت عنوان "إغتيال عرفات – التصفية السياسية والجسدية" – للاطلاع على النسخة الكاملة الكترونياً  -
وهنا بعض الملاحظات على التقرير:
·       لم يحاول معدو التقرير الاتصال بأي من رموز السلطة خاصة من المحيطين بعرفات وقت مرضه، وحتى في حال رفضهم كان من الممكن توضيح ذلك
·       لم يتحدث التقرير عن اللجان التي شُكلت للتحقيق في موت عرفات وإن كانت قد توصلت لأي نتيجة – لجنة أحمد قريع ولجنة ناصر القدوة
·       مر التقرير مرور الكرام على ضياع أو فقدان عينات التحليل التي كانت في طريقها من رام الله لعمّان أو تلك التي أرسلت لتونس وقت مرض عرفات، من المسؤول عنها وكيف تبخرت
·       أكثر من تحدث عن تسميم عرفات هو طبيبه الخاص د.أشرف الكردي والذي توفي قبل ثلاثة أشهر فقط، لم تحاول الجزيرة الحديث معه بالرغم أن التحقيق بدأ قبل وفاته بستة أشهر. د. الكردي سبق وأن صرّح بأن عبّاس رفض التحقيق في وفاة عرفات (08/08/2007 في لقاء مع شاكر الجوهري)
·       تحدث التقرير عن البولونيوم، لكنه لم يتحدث عن كيفية وصوله لعرفات وإن كان قد أثّر على فرد آخر من المحيطين به
·       سبق وأن صرّح مسؤولون فلسطينيون عن كيفية وصول السم لعرفات، منهم أحمد عبد الرحمن (عن طريق الأذن)، بسام أبو شريف (عن طريق قبلة مسمومة)أحمد جبريل (في الطعام)، لماذا لم يتم الاتصال بهم؟
·       لم تكن هناك وثائق بمعنى مستندات كما تحدثت الدعايات المثيرة – اللهم إلا شهادات الخبراء عن وجود البولونيوم
·       تحدثت التقارير في حينها عن رفض أرملة عرفات سهى الطويل أخذ عينة من كبد عرفات، لم تُسأل عن ذلك
·       لم يتطرق التقرير للمسؤول أو المسؤولين عن تعطيل نقل عرفات للمستشفى رغم التوصية الطبية بذلك من قبل الفرق الطبية المختلفة – فلسطينية، مصرية وتونسية
·       بسام أبو شريف مستشار عرفات السابق كتب مطولاً وعرض رسالة كان قد كتبها لعرفات محذراً من مؤامرة على حياته من قبل بعض المحيطين به، لماذا لم يلتقي به معدو التقرير كما فعلوا مع شلومو بن عامي مثلاً
·       ذات الأمر ينطبق على فاروق القدومي الذي أثار زوبعة قبل سنوات باتهامه لأشخاص بعينهم بقتل عرفات
·       الشيخ تيسير التميمي كان له دور في أيام عرفات الأخيرة وهو الذي كفّنه ودفنه، وقد صرّح بالتفاصيل أكثر من مرة، خاصة ما يتعلق بإخراجه ليلاً وإعادة دفنه، شهادة هامة لم يتم التعاطي معها
خلاصة القول أن تقرير الجزيرة لم يأت بجديد، إلا تأكيد المعروف بالضرورة، والمطالبة بتشريح جثة عرفات أو ما تبقى منها.
أما النواحي التي تهم الشعب الفلسطيني وهي إظهار الحقيقة كاملة والكشف عن المتورطين ومحاسبتهم، خاصة أن الشكوك تدور حول أشخاص ربما يتقلدون اليوم المناصب العليا في سلطة رام الله، فهي نواحٍ ما زال يكتنفها الغموض.
 

ليست هناك تعليقات: