Friday, 02 March 2012 20:08 |
وأثناء إخلاء المصلين الجرحى والمصابين أطلق جيش الاحتلال النيران عليهم فسقط المزيد من الشهداء على درج الحرم ، فارتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 36 شهيداً ارتقوا داخل المسجد الإبراهيمي بعد تنفيذ المجزرة مباشرة .
كانت المجزرة مسلسلاً من القتل استباح الدم الفلسطيني ؛ ابتدأ في المحراب وامتد إلى مداخل الحرم والسُّلَّم المؤدي إليه ووصل إلى الشوارع والطرقات ومحيط المستشفيات ؛ فطال رصاص الظلم والغدر مَن هبُّوا من خارج الحرم للتبرع بالدم وإنقاذ الجرحى ونقل المصابين ، حتى المقابر صارت ساحات للموت فلم يسلم منه الذين شيَّعوا الشهداء بل دُفنوا معهم بعد لحظات ؛ فبلغ عدد الشهداء 42 شهيداً .
يوم لا ينسى في تاريخ مدينة خليل الرحمن الباسلة التي خرجت غاضبة ثائرة ؛ وخرجت معها جماهير شعبنا الفلسطيني عن بكرة أبيها في كل مكان في القدس والضفة وفي غزة ؛ وامتدت الشرارة إلى داخل فلسطين المحتلة عام 48 ، وتفجر بركان الغضب واشتعلت المدن ناراً تحت أقدام الطغاة الغاصبين ؛ في مسيرات ومظاهرات ومواجهات دامية مع جنود الاحتلال فارتفع عدد الشهداء في ذلك اليوم في كل أنحاء فلسطين إلى 65 شهيداً .
ارتكبت مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف لهدف اتَّضحت معالمه ، فبعد فترة حظر التجول الذي فرض على المدينة لأكثر من شهر ، وبعد إغلاق الحرم دام أكثر من شهرين ؛ فوجىء أهل الخليل بتقسيمه واقتطاع الجزء الأكبر منه للمستوطنين ، وتقطيع أوصال المدينة وإغلاق أجزاء كبيرة من أسواقها ، وإغلاق شارع الشهداء الذي يعد عصب الحياة الرئيسي للمدينة ، وإغلاق سوق الخضار المركزي والشوارع المؤدية إليه وإلى مقبرة الخليل .
ثم تواصلت المؤامرات على المدينة حتى اليوم من قتل للمواطنين وحظر للتجول ، وفرض للحصار الاقتصادي ، وهدم مبانيها الأثرية والتاريخية ، وفتح طريق استيطاني بين مستوطنة قريات أربع والحرم الإبراهيمي الشريف ، ومنع رفع الأذان من على مآذنه ، ومنع الخطباء الذين يصدعون بكلمة الحق ويفضحون ممارسات الاحتلال الغاصب من اعتلاء منبره . وأحذّر من تنفيذ مخطط سقف صحنه لاستكمال مخطط تحويله بشكل كامل إلى كنيس يهودي .
إن ما يجري اليوم في المسجد الأقصى المبارك ليس ببعيد عما جرى في الحرم الإبراهيمي الشريف ، فالمسجد الأقصى المبارك هوية فلسطين الإسلامية ، والحرم الإبراهيمي الشريف هوية الخليل الإسلامية ، فهي منذ آلاف السنين المدينة العربية الإسلامية ، مدينة الآباء والأجداد من قبل سيدنا إبراهيم عليه السلام وستبقى كذلك إلى يوم الدين .
لكن هذه المدينة التي شهدت مذبحة الفجر وعاودت الوقوف بثبات ؛ ستبقى صامدة ثابتة تتحطم كل مؤامرات تهويدها على صخرة جهود أبنائها المخلصين الأوفياء بتمسكهم بها ودفاعهم عنها ، ومواصلة إعمارها وإحياء أسواقها والمواظبة على الصلاة في الحرم الإبراهيمي الشريف ، فإنهم موقنون بأن الحياة الطبيعية لمدينة الأنبياء والصالحين لن تتحرر إلا برحيل آخر مستوطن وجندي محتل عن أرضها الطهور ، فمما يبشر بالخير أن هناك جهوداً فردية مخلصة من أبناء المدينة تعمل على إعادة الحياة إلى قلب مدينة الخليل وتكثيف زيارة أسواقها والصلاة في حرمها الأسير .
الخليل ـ فلسطين ، السبت 3 ربيع الثاني 1433 هـ وفق 25/2/2012 م
|
في مثل هذا اليوم قبل ثمانية عشر عاماً خطَّت يد الإرهاب الغادرة في ذاكرة الأيام سطوراً حمراء ؛ وسفك الحقد الصهيوني في الخليل أزكى الدماء ، ففي فجر يوم الجمعة 25/2/1994م اقتحم الإرهابي الحاقد باروخ غولدشتاين الحرم الإبراهيمي الشريف تحت سمع وبصر جيش الاحتلال وبدعمه أثناء صلاة الفجر ، وشرع بإطلاق النيران على المصلين ، وأمده جنود جيش الاحتلال بالذخيرة فأوقع 29 شهيدًا ومئات الجرحى ، في جريمة مخططة .
الأحد، 4 مارس 2012
في مثل هذا اليوم مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق