الاثنين، 5 مارس 2012

انتصار دراماتيكي ....بشار الأسد يحرر الجولان (بابا عمرو)؟

انتصار دراماتيكي ....بشار الأسد يحرر الجولان (بابا عمرو)؟!بقلم:محمد سليمان طبش

تاريخ النشر : 2012-03-04
انتصار دراماتيكي ....بشار الأسد يحرر الجولان (بابا عمرو)؟!بقلم:محمد سليمان طبش
كبر الخط صغر الخط
بسم الله الرحمن الرحيم


انتصار دراماتيكي ....بشار الأسد

يحرر الجولان (بابا عمرو)؟!

تواصل وسائل إعلام النظام الاستبدادي السوري التغني بالانتصار الكبير الذي حققته الفرقة الرابعة من الجيش السوري في تحرير حي (بابا عمرو) الذي يشكل احد أحياء مدينة حمص عاصمة الثورة الشعبية والتي تزداد عنفوانا وقوة يوما بعد يوم,وتظهر وسائل إعلام بشار الأسد واقعة تحرير (بابا عمرو) وكأنها تمثل تحرير هضبة الجولان التي تئن تحت الاحتلال الإسرائيلي على مدار أربعة عقود ....جبهة الجولان المحتلة ,العزيزة على قلوب كل الوطنيين العرب ,لم تشهد على مدار هذه السنين الطويلة ما يعكر صفو المحتلين الصهاينة..صمت غريب وهدوء قاتل خيم ولا يزال على أجواء جبهة الجولان المحتل الأمر الذي أتاح للمحتلين إشاعة الاستيطان الزراعي في كل أجزاء الأرض المحتلة.النظام العلوي الطائفي الذي يحكم الشعب السوري من خلال أجهزة بوليسية دموية تبطش بكل من يتجرأ على مهاجمته يتغنى اليوم بنجاح قواته المسلحة في دخول حي (بابا عمرو)في مدينة حمص الباسلة بعد حصار طويل للرجال,الشيوخ,النساء,الأطفال والجرحى في هذا الحي والذين يقاومون ويواجهون بصدورهم العارية تلك القوات الفئوية من الجيش التي تم إعدادها فقط للحفاظ على امن النظام وسلامته من منظور أن سلامة النظام وأمنه أهم بكثير من سلامة وامن الوطن ؟!

ما هو مطلوب من الجيش العربي السوري الوطني في إطار هذه الظروف التي تسفك فيها دماء النساء والشيوخ والأطفال من شعبنا الشقيق في سوريا الانحياز إلى خندق الشعب كما فعل البعض من الضباط والجنود الذين أسسوا الجيش الوطني الحر ووقفوا بذلك ضد النظام تماما كما فعل الجيش العربي المصري عندما قرر دون تردد الانحياز إلى ثورة الشعب المصري ضد بطش نظام مبارك المخلوع وبذلك قدم الجيش المصري سابقة من خلال هذا الانحياز تمثلت في سقوط النظام وانتصار الثورة الشعبية المصرية التي تواصل إرساء قواعد حكم المؤسسات طبقا للتقاليد الديمقراطية الحديثة.

الثورة الشعبية السورية ذات الطابع السلمي الحضاري والتي ترفع شعارات الحرية وإنهاء الاستبداد الدموي وإسقاط النظام والقضاء على الطائفية والقهر العنصري يواجهها النظام بكل وسائل الفتك الأمر الذي يظهر استمرارية شلال الدم الذي يتدفق بلا توقف .

ثمة استفهامات ملحة في إطار هذه العجالة :

• إلى متى ستستمر هذه المجازر المرتكبة بحق الشعب السوري من قبل نظام بشار الأسد؟


• وهل ما فعله العرب ,حتى الآن ,لوقف هذه المجازر بحق الشعب السوري الشقيق يعتبر كافيا أم ....؟


• وهل حقا أن الفيتو الروسي –الصيني المزدوج هو الذي وقف ولا يزال حائلا أمام بلورة موقف دولي حازم للانتصار لإرادة الشعب السوري أم أن الإدارة الأمريكية لديها حسابات أخرى؟


• وان كانت الإدارة الأمريكية تتذرع بعدم وجود إجماع دولي حازم لوقف المجازر بحق الشعب السوري ,فكيف يمكن أن نفسر ذهاب الولايات المتحدة إلى غزو العراق دون موافقة مجلس الأمن الدولي؟وكيف نفسر ذهاب الإدارة الأمريكية لإسقاط النظام الصربي-حليف روسيا-على الرغم من الفيتو الروسي انئد؟وكذا كيف تحركت الإدارة الأمريكية لإسقاط نظام القذافي على الرغم من الرفض الروسي في بادئ الأمر؟

الاستفهامات السابقة تؤشر تماما على أن التردد الأمريكي غير الحازم بعدم التحرك لوقف معاناة الشعب السوري والانتصار لإرادته في الحرية والديمقراطية يقف خلفه ما يلي:

أولا:بالإمكان القول أن الموقف الاستراتيجي الإسرائيلي بخصوص ما يحدث في سوريا اليوم يتمحور حول أن إسقاط النظام العلوي في سوريا –الذي وفر مساحة كاملة من الأمن والاستقرار على جبهة الجولان طيلة سنوات احتلالها - سيلحق ضررا كبيرا في متطلبات الأمن الإسرائيلية الخاصة بجبهة الجولان وبالتالي فان استمرارية نظام بشار الأسد يشكل ضمانة أكيدة – برهنت الأيام على صدقيتها – لاستمرارية الهدوء على هذه الجبهة إلى ما شاء الله وبالتالي فان الموقف الأمريكي هو بالتأكيد يشكل امتدادا للموقف الإسرائيلي الذي ينظر إلى بقاء نظام الأسد بعين الرضا والارتياح وعدم القلق.

ثانيا:الأمور ليست واضحة بالكامل أمام خبراء الأمن والسياسيين الإسرائيليين والأمريكيين بخصوص طبيعة القوى السياسية البديلة التي ستحكم سوريا حال سقوط النظام ما إذا كانت جماعة الإخوان المسلمين -أسوة بما حدث في العواصم المجاورة جراء الربيع العربي- أم قوى سياسية ائتلافية من هنا وهناك وما يترتب على ذلك من تغيير في قواعد اللعبة مع الإسرائيليين بخصوص الجولان المحتل في الأمد المنظور ؟


ثالثا:هناك ثمة هدف مشترك إسرائيلي – أمريكي ينطلق من ضرورة استغلال الفرصة الحالية لتفكيك الجيش السوري والتخلص من قوته التي تم إعدادها وتطويرها على مدار سنوات طويلة بهدف تحرير الأرض السورية المحتلة,وهذا من خلال المحافظة على المشهد الخطير الراهن وتفعيله بما يسمح من خلق حرب استنزاف بين قوات النظام من جهة والضباط والجنود الذين انشقوا من الجيش وانحازوا إلى ثورة الشعب السوري....استمرارية الصراع والمواجهة وما ينتج عنها من استنزاف لقدرات الجيش السوري وتدمير هيبته العسكرية يشكل مطلبا رابحا للإسرائيليين للتخلص من قدرات الجيش السوري في معارك داخلية تماما كما تم التخلص من قدرات الجيش العراقي في ظروف مغايرة.


هذه باعتقادنا جملة من الأسباب التي تفسر موقف الإدارة الأمريكية المتردد وغير الحازم تجاه ما يتواصل في المشهد السوري المأساوي من معاناة فلا الفيتو الروسي في مجلس الأمن المعارض للتدخل الدولي في سوريا ولا غياب الإجماع العربي –كما حدث مع النموذج الليبي – هو من يقف وراء عدم الانطلاق الأمريكي نحو تأييد مطالب الشعب السوري في الحرية والديمقراطية وسنرى في الأيام القادمة , عندما تزداد قوة وعنفوان الثورة الشعبية السورية وتقترب من ساعة إسقاط النظام ,وهذا آت لا شك فيه , إذ أن ثورات الشعوب لا يكمن إلا أن تنتصر وتطيح بقوى الاستبداد مهما عظمت وعندها سنرى الموقف الأمريكي يسارع إلى اتخاذ مواقف حازمة وقوية في دعم طموحات الشعب السوري في التخلص من اخطر وآخر نظم الاستبداد البوليسي ليس فقط على مستوى المنطقة بل على مستوى العالم الثالث. 



الكاتب والمحلل السياسي /محمد سليمان طبش.

Mohammed_tabash@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: