الأحد، 11 سبتمبر 2016


الإنتخابات وحماس والفرصة الضائعة

تاريخ النشر : 2016-09-10
 
الإنتخابات وحماس والفرصة الضائعة
بقلم / المهندس نهاد الخطيب    

             يُريد الفلسطيني في غزة من الإنتخابات شيئيين، أولاً : التغيير الذي يستتبعه انفراجة معقولة للحصار الخانق الذي يعاني منه ، فلو كانت نتيجة الانتخابات ، وتغير المناخ السياسي ، فقط فتح معبر رفح لربما كانت هذه نتيجة طيبة ثانياً : تكريس عملية الإقتراع كألية طبيعية لتداول السلطة بحيث تكون دورية انعقادها جزءً أصيلاً لا يتجزأ منها، وطبعاً تغيير الشخوص والأحزاب و البرامج والخطاب ، ليس الهم الأكبر للمواطن العادي في ظل حرمانه من أبسط حقوق الإنسان وليست مشكلة الكهرباء واحدها.

              ما حصل في موضوع الطعون والتأجيل ولاحقاً سيتم الإلغاء ،يُولد شكوكاً كبرى حول مفهوم الشراكة الوطنية مع حماس، فنحن إزاء شريك ضعيف ، فاقد الثقة في النفس لدرجة أنه لا يتحمل هزيمة انتخابية واحدة فقط، وتعرف حماس أنها كانت متجهة نحو هزيمة محققةً  في الضفة وغزة.

            لم يكن الحماسيين يتصورون هزيمتهم ، في الإنتخابات حتى لمؤسسات خدمية ، لأن ذلك يُفقدهم أسباب تأهلهم لوكالة الأجنبي ، وما يتبع ذلك من ضخ مالي ومكانة يسعون للحصول عليها على حساب معاناة شعبهم، فلماذا تدعمهم ايران وهم لايتمتعون بأغلبية شعبية واضحة ، وكيف سيكون الموقف التركي ضعيفاً في الإمساك والمتاجرة بورقة غزة، وكذلك الموقف القطري.

               لا أفهم لماذا لجأت حماس الى محاكمها الإبتدائية ،  للقضاء في خلافات انتخابية ،في حين أن المتفق عليه ، أن لجنة الانتخابات المركزية ، هي المرجعية الوطنية في القضايا الإنتخابية ، وذلك بين الكل الفلسطيني ، وعندما لجأت حماس الى قضائها الخاص ، الذي لا يعترف به الشريك الأخر ، كان لابد للمحكمة العليا ، وهي أعلى سلطة قضائية في النظام الفلسطيني كله من التدخل.

             يبدو أن النظام السياسي الفلسطيني قد غرق في مستنقعات الإقليم ، ففي عصر حماس أصبح الشأن الوطنى الفلسطيني مسألة إقليمية بامتياز . 

                 لقد وصلت حماس الى أقصى ما تستطيع تقديمه للناس من خدمات ، واستنفذت كل الفرص المتاحة لها وكانت النتيجة كارثية ، فالأمور الحياتية اليومية  تزداد سوءً ما بين فساد وبطالة وانتحار وأمراض واحساس بالظلم ومنع من السفر وعدوانية اسرائيلية ، كل هذا أوصل الوضع   الى حافة المأساة ، ماذا بقي لدي حماس لتقدمه للناس  ، أليس من الأجدى ومن باب احترام النفس أن تُعطي الفرصة لغيرها لكي يخدم الناس ويخفف أوجاعهم قليلاً ، سواء أكان المقصود فتح أو غيرها وترتاح هي قليلاً وتركز على المقاومة مثلاً ،أو على مراجعة مسيرتها وتقويمها ، والاستعداد لجولات أخرى.

              لقد أضاعت حماس بتعطيلها الإنتخابات – إلا أن تُراجع نفسها في اللحظة الأخيرة- فرصة تاريخية ثمينة للإفلات من عبء هذا الشعب  وذنبه   يرحمكم الله.
 
 
 

ليست هناك تعليقات: