هيلين توماس تتحدى اللوبي الصهيوني في أمريكا
خلال مقابلة مع 'سي ان ان' وتدعو اليهود مجدداً الى العودة من حيث أتوا
هيام حسان:
2011-02-18
لندن ـ 'القدس العربي' أظهرت الاعلاميةالأمريكية هيلين توماس شجاعة منقطعة النظير خلال مقابلة أجرتها معها مؤخراً
محطة الـ'سي ان ان' الاخبارية، حاولت فيها على ما يبدو انتزاع اعتراف بالندم
على تصريحات سابقة أطلقتها توماس العام الماضي وأثارت بها سخط اليهود حيث
طالبتهم بالخروج من فلسطين والعودة الى أوطانهم في أوروبا وأمريكا.
ورفضت
توماس الاعتراف بأي مشاعر ندم ازاء تصريحاتها السابقة وما جلبته لها من مشاكل
فاقت توقعاتها ولكنها أعربت عن أسفها لأن بعض هذه التصريحات أسيء تفسيرها وتم
تحريفها على غير النحو الذي أرادت.
وكانت توماس التي تتجاوز التسعين من
العمر فقدت وظيفتها كمراسلة البيت الأبيض وتعرضت لضغوط وانتقادات مكثفة على
خلفية تصريحاتها تلك.
ورداً على 'حساسية' التصريحات التي أدلت بها توماس
في العام الماضي وأمام اصرار المذيعة التي حاورتها على أن هذه التصريحات كانت
غاية في الحساسية بالنسبة الى اليهود ضحايا المحرقة، قالت توماس: 'انا حساسة
تجاه الفلسطينيين الذين يتم ايقاظهم من نومهم في الساعة الثالثة فجراً لطردهم
من بيوتهم وأنا حساسة تجاه ثلاثة أجيال من اللاجئين الفلسطينيين الذي ما
زالوا يعيشون في مخيمات اللجوء....'.
وكررت توماس مواقفها المتعلقة بحلٍ
عادل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي وقالت انه يتوجب على الاسرائيليين أن
يعودوا من حيث أتوا وألا يستولوا على أراضي الفلسطينيين لأنه ليس من حقهم
احتلال أراضي الغير، كما أنهم لم يعودا مضطهدين في أوروبا كما كانوا خلال
الحرب العالمية الثانية.
وقالت انها وعائلتها عايشت الحرب العالمية
الثانية وعانت منها مثل اليهود، وعند سؤالها ان كانت قد أخذت الى أفران الغاز
مثل اليهود نفت ذلك، ولكنها رفضت القبول بأن الفارق في الحالتين يعطي الحق
لاحتلال أراضي الغير والتسبب في طرد آلاف العائلات الفلسطينية من بيوتها
وتحويل الملايين الى لاجئين.
وفي اجابتها عن مواجهة موجة الانتقادات التي
نالت منها بعد ادلائها بتصريحاتها المثيرة للجدل، قالت توماس ان هناك لوبي
صهيونيا منظما وقويا في الولايات المتحدة الأمريكية وان حرية التعبير متوفرة
ولكن ليس اذا تعلق الأمر باسرائيل فهذا أمر يتجاوز الحدود بالنسبة للوبي.
وعن قرار الجهة التي كانت مسؤولة عن جائزة سنوية في الصحافة تحمل اسمها
والامتناع عن اعطاء الجائزة باسمها احتجاجاً على تصريحاتها، قالت توماس: لا
يهمني الأمر انه قرارهم ولكنه قرار غبي على كل حال أما انجازي في الصحافة
فأمر منفصل تماماً ولن يؤثر فيه قرار كهذا.
وعند سؤالها عما اذا كانت
تعتقد بأن تصريحاتها كانت معادية للسامية، قالت انه ليس بمقدورها أن تكون لا
سامية لأنها هي نفسها ذات عرق سامي بأصول عربية لبنانية. وواجهتها مضيفتها
بأنها ليست يهودية مع ذلك فردت بسخرية: واذن ماذا؟ ليس كل اليهود ساميون
أيضاً. يهود أوروبا ليسوا ساميين. وتابعت مجددة مواقفها: يجب أن يذهبوا (الى
مواطنهم الأصلية) على كل حال فهم ليسوا مضطهدين في أوروبا الآن.
وكانت
صحيفة الجالية اليهودية في بريطانيا أوردت في عددها الأخير الجمعة بعض
تصريحات هيلين في مقابلتها مع الـ'سي ان ان' ولكنها تعمدت اغفال ذكر نقاط
دفاعها المؤثرة خاصةً ما تعلق منها باتهام اسرائيل بأنها قوة محتلة لأراضي
الفلسطينيين والادانة التي وجهتها توماس لاسرائيل في شأن انتهاك حقوق
الفلسطينيين المكفولة بموجب الشرعة الدولية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق