الأحد، 2 سبتمبر 2012

يـــاسر عـرفـــات في ذكرى وفــاة الــختيار .. وشعب الله المحتار

يـــاسر عـرفـــات
في ذكرى وفــاة الــختيار .. وشعب الله المحتار
سليمان الهويريني : بانوراما عربية
 8/23/2012 
عندما نستعرض مسيرة وفيات "محاربي إسرائيل" الحقيقيين؛ سيتبادر إلى الأذهان الكثير من الشخصيات، وسيمر عليها الكثير، منهم من حارب بسلاح أي كي 47 وآخرون بالقلم والكثير منهم بسلاح "طق الحنك" المشهور عربياً، أبناء العمومة (الإسرائيليون) عادةً لا يأبهون للسلاح الأخير رغم ضجيجه؛ ويقدرون السلاح الثاني على الأول ويخشونه!.. ربما لأنهم قومٌ متعلمين؛ وليقينهم أنه الأبقى، في كيانٍ يعتمد على تزييف التأريخ الحديث؛ وطمس الحقائق والشواهد لتقديمها للجيل الرقمي الجديد الذي –على الأحرى- لن يسمع بمذبحة دير ياسين وغيرها..
يبدو أن "أغلب" الزعماء العرب يجلس على إرثٍ من الفضائح لم تمر على سيرفرات المدعو ويكيليكس؛ ولن يستطيع أسانج إحصائها لو أراد؛ قبل أن يوفر له أحفاد الأنكا الملاذ الآمن، فكما دار في الأنحاء أثناء مطاردة الزعيم الليبي الأممية أنه من أصلٍ يهودي، كذلك يدور أن الزعيم الراحل "ياسر عرفات" ترجع أصوله إلى يهود المغرب الذين هاجروا مبكراً إلى أرض الميعاد واندرسوا مع الملهاة الفلسطينية في بدايات القرن التاسع عشر، حتى الآن يبدو أن "التهوّد" لازال يعتبر شتيمة في البلدان العربستانية وهذا ما يقلق السيد اليهودي في تل أبيب ونيويورك وموسكو.
أثارت قناة الجزيرة القطرية في الأسابيع القليلة الماضية "شبهة" اغتيال "الختيار" صاحب القبلات الأشهر؛ بأحد السموم التي لا تترك أثراً وتحمل أسراراً وبصماتاً موسادية،  وقد أجاز مفتي عام القدس والأراضي الفلسطينية الشيخ محمد حسين نبش رفات الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بغرض التحقيق في أسباب وفاته. وقال المفتي لوكالة فرانس برس " إذا كان هناك سبب لاستخراج جثة أي شخص أو شهيد بغرضٍ مهم كالفحص والتحقيق في أسباب الوفاة لعموم الشبهة، فان التعاليم الإسلامية لا تمانع من ذلك".
وذكر المفتي، الذي يشغل رئيس مجلس الإفتاء الفلسطيني الأعلى، بأنه سبق له وأن أجاز نبش "جثة فلسطيني شهيد" بغرض التحقيق في الأسباب الحقيقية وراء وفاته.  وجاءت فتوى المفتي  عقب تقرير بثته القناة المذكورة وأكدت فيه ان متخصصين مخبريين اكتشفوا وجود مادة البولونيوم المشعة على ملابس الزعيم الفلسطيني الأسبق التي كان يرتديها قبل مرضه في العام 2004 ما يعزز بحسب التقرير فرضية وفاته بالسم وأشار المتخصصون الذين اجروا الفحص على ملابس عرفات في أحد مختبرات سويسرا إلى أن فحص عينات من رفات عرفات قد يسهم في تعزيز معرفة أسباب وفاته رغم مرور ثماني سنوات على الوفاة. وأبدت القيادة الفلسطينية عقب نشر التقرير استعدادها لتقديم أي مساعدة ممكنة للتحقيق؛ وموافقتها على اخذ عينات من رفات عرفات بشرط موافقة أسرته.
وقبل أربعة أعوام؛ وبعد أربعة أعوام من رحيل "الزعيم" الفلسطيني المثير للجدل، رحل عن عالمنا المفكر الإسلامي اليساري عد الوهاب المسيري الذي بدا إخوانياً ليمر على عددٍ من الأحزاب ليستقر بالحزب الجديد"كفاية"؛ الباحث الدمنهوري العربي الأشهر من نارٍ على علم في محاربة اليهودية الصهيونية بالفكر بعدما تقلد عدداً من المناصب الأكاديمية في العالم الإسلامي، ورغم تخصصه اللغوي في الأدب الإنجليزي المقارن إلاّ أنه رأى أن رسالته الإنسانية أعم وأشمل؛ فألف عشرات الدراسات والمقالات والكتب في مجال نقد فكر وتأريخ الحركة الصهيونية، ورغم ذلك فقد اتهمه البعض في محاباته وتحيزه وتعاطفه مع اليهود كشعب الله المختار ونظرتهم إلى غير اليهود؛ وذلك في موسوعته الأشهر"موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية".
رحل الرجلان المثيران للجدل إلى بارئهما؛ وليست من عادتنا أن ننبش اللغط كما يحاول الآخرون نبش القبور، في مرحلةٍ فاصلة من المراحل العربية البئس، حيث أصبح هذا عقاباً معروفاً لمن يقف في وجه من يحكم العالم الآن، لم تقف آلة القتل ولن تخبو منذ الأزل وهي السلاح الأنجع للجبناء ..فقط أمعنوا النظر فيمن مات أخيراً من الزعماء العرب(حتى ولو لم يكونوا في سدة رئاسة)، وقارنوها بوفيات الزعماء الأوائل ستجدون أن سيناريو نهاياتهم متشابهة ولكأنها كتبت بمدادٍ واحد؛ وبنفس الخط تماماً.

ليست هناك تعليقات: