الشرق الأوسط يحترق ..فتش عن يهود.
بقلم:أسعد العزوني
2011-10-19
هكذا هو الشرق الأوسط ، لا مرجعية سياسية له ، ولا مقاييس حكم رشيد ، وقيل عنه أنه رمال متحركة ، وقد صدق الوصف، فالنظم الدكتاتورية المدعومة من أمريكا واسرائيل ، لم تعد قادرة على الصمود أمام العواصف التى بدأت تضرب كل بلدان المنطقة وان كان ذلك بدرجات ، فمنهم من هرب بزي منقبة ، ومنهم من اختفى في الصحراء ، ومنهم من لا يزال يدعي أن الهدوء يعم بلاده، وأن ما تبثه وسائل اعلام (الفتنة ) ما هو الا رسوم متحركة تنتجها مختبرات فنية متخصصة ؟!
النار تحت الرماد ، هذا هو وصف آخر ينطبق على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ولذلك فان مصير هذه المنطقة الجغرافية مجهول وغير ثابت ، فما أن تهب نسمة حتى ينكشف الجمر من تحت الرماد وتندلع النيران ، ولا أعني بذلك حرائق غابات روسيا أو الجليل أو حريق مفتعل في مؤسسة حكومية ما لحرق أدلة الفساد وما أكثرها في الوطن العربي .
الجمرة الأولى تحت الرماد العربي هي ما بات يعرف بالصراع الفلسطيني – الاسرائيلي بعد أن تخلى المسلمون عن فلسطين بشطبهم الجهاد في القمة الاسلامية بداكار في ثمانينيات القرن المنصرم ، وبعد تخلي العرب عن القدس باشتباكهم السلمي مع اسرائيل سرا وعلانية ، وترك الفلسطينيين يصرخون في وادي الظلم العربي " يا وحدنا ".
وسوف لن يتم حل هذا الصراع ، حتى لو قامت دولة أيلول وحصلت على اعتراف العالم أجمع وأصبحت عضوا كامل الأوصاف في الأمم المتحدة لأن هذه الدولة ستختصر ملف الصراع الفلسطيني بكانتون لا حول له ولا قوة ، بمعنى أن هذه الدولة ستكون بمثابة تنازل شرعي عن الحقوق الفلسطينية التاريخية لذلك ، فان جذوة هذا الصراع لن تنطفىء ، ما دام هناك لا جيء واحد فما بالك ببقاء كافة اللاجئين خارج وطنهم .
وليس بعيدا عن القضية الفلسطينية فقد أضيف لملف الحرائق العربية نارا ملتهبة أخرى هي احتلال العراق وبمساعدة دول عربية ، شارك بعضها في ارسال قوات مسلحة تقاتل جنبا الى جنب ان لم يكونوا في المقدمة مثل مصر مبارك وسوريا الأسد والمغرب الحسن الثاني ، ولا أظن أن هذه الخطايا ستمر هكذا بسلام لأن العراق يشهد دمارا شاملا على كافة المستويات بدءا من تحت الأرض بنهب نفطه وآثاره الى تدمير انسانه بالقتل والحرمان والأمية .
ظن البعض أن احتلال العراق سيطوي صفحة النزاع الأصلي بين العراق والكويت ، اذ ما تزال درجة الصراع مرتفعة وها هي الكويت تصر على بناء ميناء مبارك الكبير ، ما أثار حفيظة العراقيين ، ولا أحد يدري الى أين ستصل الأمور خاصة وأن العراقيين يرون في هذه الخطة تهديدا لمصيرهم ومصالحهم ؟!
مواقد الجمر العربية لا حصر لها ، فهناك نزاع الصحراء بين الجزائر والمغرب ، وانفصال جنوب السودان عن شماله والصراع الملتهب في دارفور.
ولعل الجمرة الخبيثة التى ننتظر انفجارها هي الحرب الخليجية – الايرانية ، وها هي دول مجلس التعاون تطلب من الأردن والمغرب ومصر الانضمام لها ، ولا تفسير لهذه الخطوة حاليا سوى أنها " جندي للايجار ".
فشلت أمريكا في قولبة الشرق الأوسط باحتلالها العراق وخطتها باحتلال الدول العربية ، وكان سبب فشلها ، انطلاق المقاومة العراقية بسرعة قياسية ، فأوكلت المهمة لاسرائيل كونها الذراع العسكري للغرب ، لكن اسرائيل هي الأخرى سجلت فشلا ذريعا ابان غزوها للبنان صيف العام 2006 ، ولغزة شتاء العام 2008.
عند ذاك قرر ولاة أمور الشرق الأوسط رفع أيديهم عن وكلائهم ، وترك الباب مفتوحا أمام كافة الاحتمالات ، وكان الاحتمال المعتمد هو الفوضى الخلاقة أو " الكييوس" الذي يعني حرفيا العمى الخلاق، وهذا هو ما يحصل في الوطن العربي .
ولعل ما يطلقون عليه " الربيع العربي " بدأ يزهر في أمريكا ، حيث شعارهم " الشعب يريد اسقاط النظام المالي " في حين أن شعار الشعوب العربية :" الشعب يريد اسقاط النظام ".
أمريكا قيد الانهيار ، وهذا ما يتحدث عنه الأمريكيون أنفسهم ، حيث خرج من يتهم الحراك الأمريكي بالغوغاء وأنهم يريدون تقسيم أمريكا .
الحديث عن تقسيم أمريكا ليس جديدا ، فهناك العشرات من الحركات الداعية للتقسيم ، حيث تقول الولايات الشمالية الغنية أنها لم تعد قادرة على الصرف على الولايات الجنوبية الفقيرة ، وأجزم أن يهود الذين تحالفوا مع اليمين الأمريكي وفجروا البرجين في أيلول 2001 ، هم اداة التقسيم الأمريكي ، تماما كما فعلوا مع بريطانيا بعد أن سلمتهم فلسطين .
بدأت القصة في قمة بيل كلينتون – نتنياهو عام 2000 عندما حاول الأول الضغط باتجاه التوصل لحل مع الفلسطينيين لكن نتنياهو رفض وهدد بحرق نيويورك ان حاولوا الضغط على اسرائيل ، وهذا ما يفسر الاتيان ببوش الصغير رئيسا للولايات المتحدة بعد عام وتفجير البرجين ، وجره الى حربين في فترة قياسية ، وهذا ما لا يقبله عقل ولا منطق ، ناهيك عن سحب الأرصدة المهولة من البنوك الأمريكية وخلق أزمة مالية رهيبة نجم عنها هذا الحراك الذي يتسع مداه يوما بعد يوم ، ويدخل ولاية بعد أخرى.
أختتم بالقول أن الشرق الأوسط الذي شرع أبوابه للغزاة الطامعين ، يعاني من الحرائق المتتالية ، وأن أمريكا التى سمحت ليهود التحكم فيها ، في طريقها للانهيار وفتش عن يهود هنا وهناك؟!
" ليس كل ما يعرف يقال ، ولكن الحقيقة تطل برأسها ؟"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق