الطبيب خير الدين حسن: ” لسنا أقل كفاءة من الأطباء الذين تستقدمهم السويد من اليونان”
الكومبس -خاص: مثل غيره من الأكاديميين والأطباء وسواهم، أجبرت ظروف المعارك في سوريا أخصائي جراحة العصبية الدكتور خير الدين حسن على مغادرة بلده والقدوم الى السويد، بحثاً عن مكان ينعم فيه مع عائلته بالأمن والاستقرار.
الكومبس تقدم لقرائها في هذه السطور، تجربته في المجتمع الجديد، لمشاركتها مع القراء بهدف الاستفادة منها في الحصول على المزيد من المعلومات حول كيفية إتباع الطرق الصحيحة للدخول في سوق العمل، والحصول على وظيفة.
وصل السويد في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 2014 ، وحصل في شهر حزيران/ يونيو من العام الجاري على حق الإقامة فيها، ومنذ ثلاثة أشهر تمكن من الحصول على تدريب وظيفي، ( براكتيك ) في مستشفى Sunderby في مدينة بودن الشمالية، فيما يواصل تعلمه اللغة السويدية، التي تعد شرطاً من شروط حصوله على عمل.
حسن المنحدر من مدينة القامشلي السورية، له سنوات خبرة طويلة كأخصائي في جراحة الدماغ والعمود الفقري والأعصاب المحيطة، بالإضافة الى كونه جراح العصبية عند الاطفال، ترك بيته وبلده ومهنته واضطر الى الافتراق عن عائلته المؤلفة من زوجته وأطفاله الأربعة ولو لوقت لحين لمّ شملهم مرة ثانية في السويد، بحثاً عن رقعة أرض تؤمن لهم حياتهم وتحفظ لهم كرامتهم.
يقول حسن لـ الكومبس: ” السويد وفرت الحماية لنا، لكن الحصول على عمل يحتاج لوقت أطول نسبياً”.
يعتقد حسن، أنه وسط نقص الأطباء والممرضات الذي تعاني منه مستشفيات السويد، فأن عليها تسريع إدخال الأطباء والاختصاصيين في سوق العمل من خلال تجربتهم في مجالات اختصاصاتهم وعدم تحديدهم بضرورة تعلم اللغة عند مرحلة معينة، لجهة أن التعامل باللغة سيأتي تدريجياً من خلال العمل.
وبحسب حسن، فأنه في كل مقاطعة نوربوتن لا يوجد هناك اختصاصي واحد في مجال الجملة العصبية، وأنه عند حدوث حالات تستدعي تدخل جراحة في هذا التخصص، يتم نقل المريض ربما بالطائرة الى المستشفى التي يتواجد فيها جرّاح من هذا النوع.
مراحل الدخول لسوق العمل
يوضح الدكتور حسن، أن الخطوات التي مر بها كاختصاصي جملة عصبية في دخوله سوق العمل، هي نفس الخطوات التي يُفترض أن يمر بها جمع الأخصائيين الطبيين،، تتلخص في تعلم اللغة السويدية (المرحلة الثالثة من SAS) وإيجاد تدريب وظيفي في إحدى المستشفيات لمدة ستة أشهر أو سنة، حيث يقع على المشرف على الإخصائي المتدرب مسؤولية البت في قرار حصوله على العمل.
عائلة الدكتور حسن
كفاءات طبية
ويرى الدكتور حسن، أن الكفاءات والخبرات الطبية التي يتمتع بها الأطباء السوريين، ليست بأقل من كفاءات الأطباء المستقدمين من اليونان مثلاً، إذ يقول، كخبرة ليسوا بأحسن منا، ولكنهم في السويد لا يثقون بعملنا كأطباء.
ويرى حسن أن على الجهات المسؤولة تشجيعهم على البقاء، قائلاً: نحتاج الى خطوات أكبر تشجعنا على الدخول في المجتمع وسوق العمل، حتى نبقى في المنطقة، لافتاً الى أن المجلس البلدي في بودن لم يعمل شيء يشجع فيها الأطباء على البقاء والعمل رغم النقص الموجود في الكادر الطبي والتمريضي، لا زلت لحد الآن ورغم حصولي على الإقامة، أقيم في الكامب.
ويُعرف عن منطقة نوربوتن الواقعة في الشمال، برودتها الشديدة.
لم يكن خافياً على الدكتور حسن وقبل قراره ترك سوريا وطلب اللجوء في السويد، أنه سيواجه معوقات وتحديات في حصوله على عمل ودخوله المجتمع، لكنه يرى أن جمع شمله مع عائلته، سيحل مشاكل كثيرة.
ويقول: أنا مرتاح في السويد وأتوقع أن أحصل على عمل خلال وقت قصير وليس هناك من ضغط عليّ غير بُعد أولادي الصغار عني، أبني الصغير يعاني من مشاكل نفسية بسبب ذلك، تفكيري منحصر في أن يكون أولادي عندي، عندها ستنحل لدي مشاكل كثيرة.
لينا سياوش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق