الخميس، 10 ديسمبر 2015

الدين بين داعي و مدعي


الدين بين داعي و مدعي

مشكلة بعض من يصفون انفسهم بالدعاة  .. او قد تكون المشكله العامه لمعظم التيارات الدينيه .. انها ارادت ان تنقل لنا الدين بزمنه التاريخي

اي بعبس و ذبيان و قريش و الاوس و الخزرج و غيرها من القبائل .. بنفس حياتهم  وتفاصيلها و اجوائها و ثقافتها.

 

و دائما مايحاولوا طمس 1400 عام من التاريخ البشري ولا يأخذون منه الا مايخدم افكارهم و يدعمها من اراء فقهيه متصلبه و جامده.

و حينما تبحث في هذا الموضوع و اسبابه تجد امامك شئ واحد

 

انهم اختاروا هذه الفتره بعينها ليعيشوا فيها لأنها كانت فترة بناء الاسلام كدوله بعد ان اكتمل كدين بوحي اوحاه الله لنبيه الكريم عليه الصلاة و السلام .. و بدأت الدولة في التكوين كدولة سياسيه.

 

و لأن دائماً مرحلة البدايات تكون اكثر المراحل المحملة بالأعباء و المعارضات ..تجدهم توقفوا عندها و بدأوا يصدروا لك انهم يعيدون بناء هذه الدوله .. و لأنهم يريدون بناء دولة الاسلام فإن أعداء الاسلام يتربصون بهم .. فتفهم انهم هم الاسلام .. و يريدون ان يتعاملوا مع من يعترض عليهم  كما تعامل الاولون مع من اعترضهم .

 

فتجد في وصفهم لمعارضيهم نفس الوصف الذي وصف به معارضي عثمان بن عفان مثلا الذين وصفوا بالخوارج ..او تجد وصف اخر كالمرتد الذي ظهر بعد وفاة النبي عليه الصلاة و السلام و هكذا .. دون مراعاة لحجم الاختلاف الكبير في نوع و طبيعة المعارضه في الحالتين و الزمنين .

 

و الحكمه من ذلك هي انك تقتنع بأنهم هم الفئه الناجيه فتلوذ بهم و تحتمي بأفكارهم ..وبدون ان تدري تجد نفسك تابع لهم

.

هم يفكرون لك و يستغفرون لك ويتفاهمون في امورك مع الله و ماعليك الا الطاعه لتنجى بنفسك و تدخل الجنه كما وعدوك في البدايه.

هذه المعضله لن تنتهي إلا بفكر حديث تنويري يقوم على فهم مضمون الدين بالمعنى العام .. ثم تقديم الجوهر على المظهر في بعض النصوص .. و كذلك ترتيب الاولويات الفقهيه .. و توضيح الفروق الكبرى بين الخطأ و الخطيئه و الكفر .

 

ان الدين انزله الله على نبيه ليرحم به العباد لا ليتخذه سبباً في تعذيبهم او ارسالهم إلى جهنم ..اذا فهمت هذه التيارات هذه المقوله بمفهومها الصحيح سيكفوا عن تكفير خلق الله .. و سيتوقفوا عن ذكر العذابات المتتاليه بدءً من عذاب القبر حتى الدرك الاسفل من النار.

سيتعلموا التبشير وليس التنفير ..لو ان الازهر و باقي الفرق تركت الأراء الفقهيه لبعض علماء الدين من ألف سنه و هي أراء متغيره و ماهي الا كلام لبشر نقدرهم و نحترم اجتهادهم ..لو انهم اهملوا هذه الاراء و انتبهوا لكلام الله على انه هو الكلام الثابت سيجدون ان الدين في مجمله تبشير لا تنفير .. موصي بالرحمه لا بالعذاب .. دافعاً للخير لا للشر.

 

يكفيك قول الله تعالى (( من قتل نفس بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعاً )) فإن الله تعالى في هذه الايه حرم قتل النفس أي نفس مسلمة كانت او غير مسلمه .. فإن القتل حرام بمجمله في الاسلام إلا اذا كان قصاصاً لقتل نفس .. بل و الاعظم من ذلك انه اذا تسامح ولي الدم و عفى عن القاتل يحرم قتل القاتل .

و ان اردت ان تعرف  كيف يكون التسامح  إقرأ قول الله تعالى (( إصفح الصفح الجميل )) فتجد ان الله يصف الصفح بالجمال .. و ان كنت تحب الجمال الذي  احبه الله ستصفح .. يا الله على هذه المدرسه الربانيه التي ترتقي بالنفس.

و انظر ماذا يقول الله تعالى في الاسير ( و يطعمون الطعام على حبه مسكيناً و يتيماً و أسيراً ) حتى الاسير الذي جاء ليقاتلك و قمت بأسره عليك اكرامه و اطعامه محبة لله رب العالمين قبل ان تأكل أنت .. أي تقدمه على نفسك في الطعام.

و ليس ذلك فقط ..بل و عندما تضع الحرب اوزارها ليس لك معه الا خياراً من اثنين .. إما ان تمن عليه و تتركه يرحل او ان تفتدي به اسراك (( فإما مناً بعد و إما فداء )) هذا هو كلام الله الذي لا يقرأونه.

 

و الايات و التعاليم كثيره و كثيره .. لكنهم لا يريدون ان يقرأوا .. ولا يريدون لغيرهم ان يقرأوا .. لأنهم لو حثوا الناس على القراءه لإنفض الناس من حولهم و بارت تجارتهم .. لأنهم ليسوا دعاة للدين بل هم مدعين.

 

ليست هناك تعليقات: