اسرائيــــل وقطـــر.. علاقة حميمة تستهدف العرب جميعاً
د. ندى الحايك خزمو
خبر
نشر مؤخراً يثير تساؤلات كثيرة حول أمير قطر، ويكشف وجهه البشع وانتماءاته
الحقيقية، فقد كشفت رئيسة حزب "الحركة" الصهيوني تسيبي ليفني، عن "قيام
قطر بتمويل الحملة الانتخابية لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو".
وبحسب القناة الصهيونية الأولى، أوضحت ليفني أن "قطر قدمت مبلغ ثلاثة
ملايين دولار لدعم حملة نتانياهو الانتخابية، فيما حصل حزب "اسرائيل بيتنا"
بقيادة حليف نتانياهو، أفيغدور ليبرمان، على مليونين ونصف المليون دولار".
ربما هناك من يقول بأن الخبر عار عن الصحة، وهدفه الاساءة الى أمير قطر،
ولكن لو كان الخبر كاذباً فلماذا لم يسارع أمير قطر ليرد على ليفني ويكشف
زيف ادعاءاتها.. ولكنه صمت، والصمت أكبر دليل على صحة ما صرحت به ليفني
لوسائل الاعلام.
هذه
هي قطر، وهذا هو حاكمها الذي تخلى عن عروبته وأصوله ليتحول الى ممول
للكيان الصهيوني وحملاته الانتخابية، ويختار بالتحديد أكثر قادة اسرائيل
المتشددين، وأكثرهم عداء للعرب بصفة عامة، وللفلسطينيين بصفة خاصة. يريد
أمير قطر أن يعود نتنياهو وليبرمان الى السلطة والى تزعم اسرائيل، رغم
أنهما مجرما حرب، ورغم أنه تباكى على قطاع غزة عندما دكّتها طائرات نتنياهو
وارتكبت جرائم مروعة بحق عائلات بأكملها من دون رحمة وشفقة.. فما هذا
التناقض يا حمد؟!!
هذا التصرف من قبل الشيخ حمد يثير عدة تساؤلات وأهمها:
- ما هو السر الذي جعل أمير قطر يدفع الملايين في سبيل انجاح نتنياهو وليبرمان بالتحديد؟!
- لماذا تخلى حمد عن تسيبي ليفني، وهو يعتبر من أشد المعجبين بها وقد سبق والتقى بها وتصور معها مرتين على الأقل.
قطر
كانت ولا زالت على علاقة ودية مع الكيان الصهيوني رغم الدعوات الى مقاطعة
اسرائيل، وهذا الخبر يشير الى أن العلاقة بينهما قد توطدت الى درجة تمويل
الحملات الانتخابية لنتنياهو ليكمل ما بدأه من محاولات القضاء على شعبنا
الفلسطيني، وللاستيلاء على المزيد من أراضيه واقامة المزيد من المستوطنات
عليها.. يظهر أن حاكم قطر ومن لف لفه ملّوا من شعبنا ومن قضيته لذلك يريدون
لنتنياهو أن ينهيها بالتي هي أحسن، ولذلك تم دعمه مادياً ومعنوياً للبقاء
على سدة الحكم ليستطيع اكمال مخططات اسرائيل الكبرى بمحي الوجود الفلسطيني
من فلسطين والاستيلاء تماماً على كل ذرة منها.
سبب
آخر نستطيع ان نستنتجه من الحملة الاعلامية الصهيونية المسعورة على سورية
وبخاصة بعد الانتخابات بحجة التخوف من السلاح الكيماوي الذي يدعون بأن
سورية تمتلكه، فان هدف قطر واسرائيل هو اتخاذ هذا المبرر لضرب سورية
عسكرياً، والقضاء عليها واكمال الحملة الشعواء التي تتزعمها قطر وبعض الدول
العربية لتنفيذ مخططات الامبريالية الصهيونية والأميركية بالقضاء على كل
دولة عربية ممانعة أو تقف في وجوههم.
لماذا
تخلى أمير قطر عن تسيبـي ليفنـي ووقف مع نتنياهو وليبرمان؟ أولاً لأن
ليفني عارضت الاستيطان، فقد انتقدته بشدة كما جاء في صحيفة الجيروزاليم
بوست في 10/12/2012 : "انتقدت زعيمة حزب "الحركة" الجديد، تسيبي ليفني،
سياسة الاستيطان التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية الحالية، قائلة إنها
أضرت بمكانة إسرائيل أمام المجتمع الدولي، وأضافت، أن الحكومة التي تقاطع
دول العالم، سيأتي عليها الدور ويقاطعها العالم يوما ما". ثانياً لأن ليفني
أكدت يوم 1/1/2013 ان حل الدولتين هو الطريق الوحيد للابقاء على اسرائيل
دوله يهودية وديمقراطية، واتهمت - في تصريحات اوردتها صحيفه "يديعوت
احرونوت" الاسرائيلية في نسختها الالكترونية- احزاب اليمين بالعمل على
زيادة التطرف والراديكالية، قائلة "ان ثمة مجموعه تابعه لأحزاب اليمين ذات
توجه ايديولوجي راديكالي لن تسمح بالتوصل الى اتفاق سلام".
ان
أمير قطر كما هو حال بعض الزعماء العرب قد تحولوا الى ألعوبة بيد اسرائيل
وأمريكا ينفذان مخططاتهما الكبرى، في سبيل تحقيق مصالحهم الذاتية، هم لا
يعلمون ان الدور آت عليهم، وبأن اسرائيل وأمريكا لا تقيمان اعتباراً لأي
كان، وفي اللحظة التي تشعران فيها بأن أية دولة مهما كانت صديقة لهما بدأت
في العمل لغير صالحهما ومخططاتهما، فانهما ستتخليان عنها، بل وستعملان من
أجل محاصرتها وتحطيمها، تماماً كما فعلوا مع مصر ومع كل دولة خالفت
توجهاتهما وأوامرهما.. فالى متى ستظل بعض دولنا العربية تلهث خلف الدول
الأعداء لأمتنا العربية؟! الى متى سيظل زعماؤها يتجاهلون
نداء الواجب والحق والعدل في العمل من أجل مصلحة شعوبنا العربية، ومن أجل
الوقوف مع أشقائهم الذين يواجهون المخططات الشرسة؟! فأي عيب أكبر من أن
يكون هؤلاء اليد المنفذة والداعمة بكل قوتها لأعداء أمتنا العربية.. فالى
أي حال مزر وصلت اليه هذه الدول العربية .. انها والله لأكبر خيانة لأمتنا ولقوميتنا ولانتمائنا وكرامتنا العربية..
اصحوا
من غيبوبتكم يا أيها القادة المتخاذلون الخونة، الذين تضعوا أيديكم في
أيدي أعداء أمتنا العربية، وراعوا الله في ضمائركم وأعمالكم وفي مواقفكم
قبل أن تصلوا الى يوم، وهو قريب، لا ينفع فيه الندم ولا البكاء ولا صرير
الأسنان..
|
|
© 2007 جميع الحقوق محفوظة للبيادر |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق