لقد
كان ذلك المهرجان من أضخم وأكبر المهرجانات في تاريخ فلسطين .. حتى إنه
ضارع –وربما فاق مهرجان حماس السابق في ذكراها الربع قرنية ! بالرغم من
الاختلاف في المناهج والبرامج والمظاهر والمقاصد بين المهرجانين ..
ويبدو أن معظم الحضور قد حضروا المهرجانين !تأييدا للمقاومة ولفلسطين الوطن .
..
ولقد قيل وكتب الكثير عن مهرجان فتح..لأنه الأول بعد سنوات .. وعقد في
أجواء مختلفة حيث السيطرة في غزة لحماس التي تعتبر منافسا – إن لم تكن في
بعض الأحيان [ خصما ] لفتح ..بالرغم من انتماء الجميع لفصائل المقاومة
..وإن اقتصر تفسير [ قيادة فتح ]- الحالية - للمقاومة ..على أنها المفاوضات
..والوسائل السلمية ..إلخ ..,لكن بعض رجال من مسلحيها السابقين من(كتائب
الأقصى ) شاركوا بفاعلية وجدية في صد الغزوة اليهودية الأخيرة ..وساهموا في
رجم الاحتلال ومستعمراته ( بصواريخ السجيل ) ! ومما يسر لهم ذلك .. بعدهم
عن سيطرة[ نظام دايتون – مولر وشرطته وتنسيقه مع العدو) !!..ولا شك ان
هنالك ( فتحاويين )أحرارا كثيرين في الضفة .. يتشوقون ويتحرقون للانطلاق من
عقال التنسيق الأمني والرواتب الملجمة .. ليعودوا إلى أمجادهم : فرسان
ميدان يقارعون الاحتلال..ويقلقون منامه ..ويثخنون في جنده ومستوطنيه
المعتدين ..وقد اقترب موعدهم وقرب فرجهم ..بإذن الله..!!!
ولنا حول ذلك المهرجان ..وتعليل ضخامة عدد حضوره ملاحظات :
1- لا شك أن المهرجان أكد أنه لا زال لفتح تأييد قوي في غزة ..فاجأ حتى الصهاينة!
2-
لكن ذلك التأييد – بشكل عام كان تأييدا للقضية الفلسطينية في الأساس
..وتوزع تأييد بعض الجمهور بين قيادات فتح المختلفة كالرئيس محمود عباس
الذي وجه خطابا للمهرجان – عبر الأثير .. وخصمه اللدود[المفصول من فتح رجل
الموساد وأمريكا ..محمد دحلان ],, فقد رفع البعض صوره وشعارات تأييد له
..وهتفوا ضد رموز وقيادات من فتح منها محمود عباس وجبريل الرجوب الذي هرب
من المهرجان! ونضال أبو دخان وغيرهم! فكان الولاء موزعا ..والمهرجان منوعا !
3-
لا شك أنه كان لتسهيلات ( حماس الحاكمة ) وتعاونها الكبير .. أكبر الأثر
في سلامة المهرجان وتجنيبه أية صدامات ..او مخاطر.. هذا بالرغم من أن سلطة
فتح في الضقة لم تغير سياستها تجاه حماس والمقاومة وما زالت تعتقل أفرادها
وأنصارها –بتبادل الأدوار مع العدو اليهودي - وتنسق أمنيا ضدهم مع موساد
الاحتلال وسلطاته وقواته..!!
4- لقد أنهى
المشرفون على المهرجان برنامجهم ..ولم يتحدث معظم الذين كان من المقرر أن
يتحدثوا .. لوجود تيارات معارضة تشوش على المهرجان ..وتريد إبراز آخرين
وقاطع بعضهم خطاب الرئيس بالهتاف لخصومه !..وقال المنظمون ..أنهم أنهوا
المهرجان حفاظا على الناس ..حيث حصلت أزمات واختناقات ..إلخ ومع ذلك مكث
معظم الناس في موقع الاحتفال( ميدان السرايا) إلى وقت متأخر!
5-
كان واضحا أن من أسباب كثرة الحضور – وهو مما كشفه المهرجان بوضوح –أن [
دحلان ] يرشو كثيرين في غزة – من أنصاره السابقين وغيرهم - من الأموال التي
سرقها من الشعب الفلسطيني ..ومن أجورعمالته لأمريكا والموساد ! ومتاجرته
بما يسميه [المعلومات ] التي يجمعها من أمثال هؤلاء [عملاؤه ] ويبيعها
لجهات مختلفة- أهمها الموساد والسي آي إيه وحلفاؤهما – وهو يقيم في وكر من
أوكارهما !..وينشط أتباعه في غزة والضفة .. وقد بلغ الأمر بالبعض .. بأن
يهتف له [ كرئيس لفلسطين ]!!! وقد حضر آلاف من مرتشي دحلان ليعلوا صوته
كبديل للسلطة ..أو السلطات الحالية ..وصبرت حماس ( وابتلعت )[ الأمر] هي
وفتح الحالية ! ..وربما ساعد دحلان على ذلك كونه كان مسؤولا في غزة – قبل
أن يهرب منها ويترك [ شلته وربعه] لمقاديرهم ..,قد كان له أدوات وذيول في
جهوده الإفسادية في غزة وسرقاته المتعددة ..وكثير منهم منتفعون –انقطع
انتفاعهم بتطهير غزة من بعضهم تصفية أو هربا .. أو كمونا ..ووجد [ الذيول
]الجو المناسب للتحرك وإعلاء الصوت!.. مما يؤكد مؤشرا خطيرا يجب التنبه له
والحذر منه..ومراقبته ومتابعته بدقة ..وإلجامه ..إذا تطاول أو
تجاوزالحدود!!
6- ومما كثّر الحضور ..أن
(فتحا) هي أقدم الفصائل وأكبرها .. وأكثرها ظهورا ..ولسنا بصدد تحليل هذه
الظواهر وآثارها وعقابيلها .. وما بين ذلك وحوله ..
7-
وقد كان الحنين إلى الماضي .. وانتظام الكثيرين وتلقيهم الرواتب حتى الآن
من عوامل تكثير الحضور كذلك ..فقد كان احتفالا واحتفاء بتاريخ ماضٍ كانت
فيه بعض الأمجاد والإنجازات ضد العدو الصهيوني ..أكثر منه بواقع حالي تحول
إلى تنسيق مع العدو وحماية لاحتلاله وجنده ومستوطنيه من الشعب الفلسطيني
المنكوب المنهوب ..المنَكَّل به يوميا من الصهاينة وكلابهم من المستعربين
والمستوطنين والمجندين..إلخ فمنذ عشرات السنين .. لم يشهد الشعب إنجازا
حقيقيا لفتح ..إلا تراجعات ومفاوضات ..وضياعاً وامتهاناً للأرض والمقدسات
والإنسان ! وإلجاما للمقاومة ..ومقاومة للمقاومين وملاحقتهم ومصادرة
أسلحتهم وتسليمها لعدوهم!! ..وإن اعتبر البعض ذلك الحشد ميلا وتأييدا
للحلول التي يسميها واقعية .. تحنبا للقصف والقتل اليهودي اليومي ..وتخلصا
من الظروف التي أوصلت غزة إلى هذه الحالة التي لا تحسد عليها!!
8-
ومن عوامل كثرة العدد كذلك ..أن الناس يريدون التسرية عن
أنفسهم..والمشاركة في أية مناسبات عامة ليشعروا بشيء من الفرح والتغيير في
واقعهم المزعج..في ظل حصار خانق .وعدوان متكرر وتراجع مستمر ..!
9-
من عادة الناس في بلادنا أن يُحَمِّلوا الحكومات مسؤولية كل شيء .. ويكون
هنالك غالبا – تناقض بين الحاكم والمحكوم ! ..ومع وجود الحصار والآزمات
..وضيق الأحوال في غزة .. ومحدودية قدرة سلطتها على تغطية كافة الاحتياجات –
خصوصا في أجواء عدوانات شرسة و مدمرة ومستمرة ..مع حصار خانق ..وتآمر
صهيوني ..وغيره .. فقد[ مل ] بعض الناس حكم حماس .. ونزعوا للتغيير .. ولو
من قبيل [التجريب]..! أو الاستسلام للأمر الواقع !
10- وربما استهوت الناس [ المليونيات ] التي يرونها على التلفاز ..وأرادوا أن يثبتوا انهم كذلك يستطيعون حشد أعداد كبيرة !
11-
إن على حماس أن تأخذ حذرها وتراجع نفسها ..وتعيد النظر في كثير من الأمور
.. فكما أن من دلالات مهرجان فتح .. وجود تأييد لها لا يستهان به ..بل
وتناميه .. مما يعني بالضرورة .. – تراجع تأييد حماس – مهما كن يسيرا – مع
أن وجود أيديولوجية راسخة لحماس ..ومتلائمة مع نفسية وعقيدة وحياة معظم
الناس ..ولكنها لا تلزمهم بالضرورة بتأييدها = ومع عدم وجود فكر ولا مبدأ
محدد لفتح – وكونها – في عمومها تجَمُّعَ عواطف ربطها تنظيم وتمويل ورواتب
وأمور طارئة – ( أشبه بفزعة ) قد لا تستمر إلى الأبد ..فهي – في حقيقتها –
مرحلة تاريخية .. قد تكون – بعد حين – جزءا من الماضي !.. وقد كتب البعض
ينبه ويحذر حماساً !
12- تُرى لو سُمح
لحماس أن تقيم مهرجانا حاشدا في مكان واحد في الضفة .. فكيف ستكون الصورة –
مع وجود سطوة الاحتلال المباشرة ؟-وبالمقابل .. كذلك فتح – في ظروف طبيعية
يأخذ الشعب فيها حريته الكاملة .. بدون رصد صهيوني وتنسيقي ..وتربص لشرطة
دايتون مولر ؟
الانتخابات والدولة في ظل الاحتلال ..عبث ! :
13--
وأخيرا لو عقدت انتخابات نزيهة فكيف ستكون النتائج ؟ .. = في تقديرنا-
ستتراجع ( حماس ) قليلا في غزة فقد تنال ما بين 40- 60 % من الاصوات ..
بينما قد تصل نسبة فتح في غزة ( بين 38 –65%) .. أما في الضفة فقد تتراوح
نسبة حماس في انتخابات حرة ( من 40- 85 %) بينما قد يكون نصيب فتح (
15-35%) مع أن فتحا ( ستصفي ) وحدها في الميدان ... مع بعض المستقلين
..والفصائل والأحزاب الأخرى( الأقليات ).., لأن اليهود سيعتقلون نواب حماس
.. وسيهدمون [الديمقراطية ]التي يتبجحون بها .. ممايثبت [ عبثية ] أي شيء
قبل دحر الاحتلال ..دحرا كاملا ..و(تحرير) فلسطين تحريرا كاملا بالمقاومة
المسلحة والشرسة أولا وآخرا ..مع استقطاب تأييد العالم الذي بدأ يرى [
عورات الدولة العبرية و عنصريتها وجرائمها ضد الإنسانية ]!@
استحالة المصالحة مع التنسيق ..ولا تحرر بدون مقاومة مسلحة !:
..وتعليقا
وتكملة لما سبق .. فالمصالحة وتلاحم غزة والضفة – وكل أجزاء وشعب وفصائل
فلسطين ..وأنصارها ..ضرورة حتمية للسير في طريق النصر.شعار فتح ( ثورة حتى
النصر ) ولا نصر كاملا إلا بتحرير فلسطين من البحر إلى النهر ..كما بدأت
الجبهات الفدائية ..وكما يجب أن تنتهي.. أما مصالحة [ على دخن] وترضية
خواطر..ومجاملات حكومات ومسؤولين .. فلن تجدي شيئا ..ولا مصالحة إلا بصدق
.واعتناق لمبدأ المقاومة الشاملة – وعلى رأسها المسلحة بما يمكن ويتاح -
..والتقاط البندقية ثانية لمن ألقاها ..أو سلمها للعدو .. فليعد لاستخلاصها
منه .. وليعمل المستحيل ..وليذهب التنسيق وأوسلو والمفاوضات ..وكل
المعوقات إلى الجحيم .. – ومرحبا بالتضحيات في سبيل الله والوطن والحرية
والتحرير! فلا يمكن مطلقا أن يكون هنالك تقارب ومصالحة حقيقة في ظل التنسيق
الأمني مع العدو ..بمعنى أن نضع في قيده – بل تحت بسطاره .. الرقاب الحرة
المقاومة التي لم توضع بعد .. لتنسى شعارها ومهماتها ورسالتها
ومبادءها....وتدور في دوامات المفاوضات وأشباهها إلى ما لا نهاية ..وليظل
العدو يتمدد .. حتى لا يبقى مكان لأهل البلاد فيطردهم خارجها.. كما يطالب
كثير من الصهاينة بصراحة ووقاحة ..لا يلجمها إلا السلاح .. فحي على السلاح
..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق