وكأننا
لسنا ببني البشر .. وكأننا لسنا بشعب يستحق أن تكون له دولته وكيانه
وحريته.. يستكثرون علينا أن نعيش بحرية وكرامة في وطن مستقل لا يدنسه
ويستبد بشعبه الاحتلال .. يستكثرون
على أطفالنا أن يعيشوا من دون قلق وخوف ورعب من صواريخ الاحتلال وطائراته
ومدفعياته التي تقصف بلداته كل حين لتوقع الشهداء والجرحى وتهدم البيوت فوق
سكانها.. ألا يكفي شعبنا كل هذه السنين من المعاناة والمآسي والويلات..
ألم تحن الساعة لأن يعيش أطفالنا بأمن وسلام واطمئنان كباقي أطفال العالم..
يستكثرون
علينا حتى بكرسي في الأمم المتحدة .. كرسي يشهد أن فلسطين قد أصبحت عضواً
كاملاً في هذه المؤسسة الأممية التي يفترض بها أن تدافع عن حقوق الأمم
والشعوب، وأن تعاقب كل من يخرق قوانينها وأعرافها التي يتغنون بها منذ
نشأتها.. أليس لذلك تم إنشاء
الأمم المتحدة .. أم أنشئت لتعطي الزعامة لدولة أو لأخرى تتحكم من خلالها
بمصائر الشعوب،وتحكم بحسب أهوائها وليس بحسب قوانين يفترض انها قوانين
عادلة وتدافع عن حقوق الانسان وكرامته..
ولان
دول معينة هي التي تتحكم في الأمم المتحدة وعلى رأسها أمريكا، فهي تدير
العالم كما يحلو لها، بل كما يحلو لحليفتها الدائمة اسرائيل، ابنتها
المدللة التي أفسدتها بكثرة دلالها، فتمردت وفعلت ما يحلو لها من دون حتى
سؤال او عتاب، بل برروا لها كل ما تفعله بأنه حفاظ على أمنها، رغم انها
عبثت بأمن وحياة ومصير شعب بأكمله، وقتلت أبنائه من دون رحمة أو شفقة، بل
لم تكتف بذلك فطالت في غيها وعدوانها شعوباً عربية مجاورة ، بل وطالت
أنيابها كل دولة رفعت رأسها لتقول لا أو كفى.. لأن دول معينة هي التي تتحكم
بمصائر الشعوب بحسب مصالحها فهي التي بيدها القرار بأن تكون هذه الدولة
عضواً في الأمم المتحدة أم لا.. فدولة مثل جنوب السودان المولودة الجديدة
أصبحت عضواً كاملاً في الأمم المتحدة بعد أيام فقط من اعلانها - لأن مصالح
الدول العظمى هي تقسيم السودان ، بل وتقسيم كافة دولنا العربية - بينما
شعب فلسطين ورغم وجود قرار التقسيم (181) المجحف بحق الفلسطينيين والصادر
عام 1947 عن الجمعية العام للأمم المتحدة، والذي يعترف بدولتين عربية
ويهودية، والذي يفترض أن يحقق للشعب الفلسطيني الحرية والاستقلال على ما
يقارب نصف فلسطين – بحسب القرار- فان هناك معارضة شديدة من قبل أمريكا ومن
لف لفها من دول الغرب من الحلفاء لاسرائيل والذين ينكرون على الفلسطينيين
حقهم في أن يكون لهم مقعد في الأمم المتحدة ..
الكيل
بمكاليين.. هذه هي الأمم المتحدة والتي تفرض ما تشاء وكيفما تشاء من
قرارات على بعض الدول، وتتدخل في شؤونها، وتقر العقوبات ضدها، بل وتستخدم
القوة العسكرية لتنفيذ القرارات التي تتخذها بحقها، بينما تتغاضى عن جميع
القرارات التي اتخذتها على مدى السنين في مصلحة الشعب الفلسطيني وضد الكيان
الصهيوني الذي احتل أرض فلسطين والتي تملأ رفوف الأمم المتحدة والتي أصبحت
مجرد حبر على ورق، لأن الأمم المتحدة تغاضت عن اجبار اسرائيل على تنفيذ
تلك القرارات، بل وقامت أمريكا وحليفاتها من الدول الأخرى باستخدام حق
النقض الفيتو ضد قرارت أخرى بعد كل عدوان همجي كانت تشنه اسرائيل على شعبنا
الفلسطيني، بل وبرروا لها تلك الأعمال الوحشية القمعية بأنه حق لها في
الدفاع عن أمنها وعن نفسها، وكأن الفلسطينيين لا يفترض أن يكون لهم الحق
بالأمن والاطمئنان..
الأمين
العام للأمم المتحدة بان كي مون قال في معرض رده على رسالة الحملة الوطنية
"فلسطين: الدولة 194" بأنه يدعم اقامة دولة فلسطينية مستقلة، وأكد أن
"الاعتراف بالدولة الفلسطينية طال انتظاره".. فإذا كان الأمين العام للأمم المتحدة يعترف بالإجحاف بالحق المشروع للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة والاعتراف بهذه الدولة، فان التغاضي عن أقواله هذه رغم انه أمين عام للأمم المتحدة، فهذا دليل على ان بعض دول الأمم المتحدة لا تحترم حتى أمينها العام، وتصر على أن تكون هي المتحكمة في الأمم المتحدة ومصائر الشعوب بحسب أهوائها ووفق مصالحها..
فإلى
متى ستظل دول العالم تغض الطرف عن السيطرة الأميركية الاسرائيلية على
العالم بأسره وعلى شعوب هذا العالم، وكيف ترضى هذه الدول على نفسها بأن
تكون الدمى المتحركة في أيدي هاتين الدولتين وتعيش في ظلهما.. وأي أمم
متحدة هذه والتي تكيل بمكيالين للشعوب ولا تنفذ أهدافها التي أُنشئت من
أجلها، ولا تحترم حتى قراراتها..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق