الاسم "يـاســر عـرفــات" وحده
يكفي
بقلم : أ . سامي ابو طير *
إن الزعيم الفلسطيني الخالد وأسطورة الحرية
العالمية "يـاسـر عـرفــات" ما هو إلا قائداً فذا سيبقى اسمه أسطورياً عظيماً خالدا
في ذاكرة الزمن والخلود، لقد كان اسم ياسر عرفات بكل مفرداته ودلائله العظيمة ولا
زال وسيبقى أبد الدهر رمزاً للكرامة والعظمة والشموخ والكبرياء الوطني، وفوق ذلك
فهو البوصلة الأجمل والعنوان النضالي العالمي الأبرز لكل عُشاق الحرية ومُحبي
الأوطان.
لذلك سيبقى الاسم التاريخي للزعيم الوطني الفلسطيني
التاريخي "ياسـر عـرفــات" العظيم راسخاً محفوراً في الوجدان والقلوب والعقول، كما
سيبقى دائماً بمثابة الروح والقلب للجسد النابض بالحياة، ولذلك فهو حيٌ خالدٌ فينا
ويسير دائما بيننا كما تسير الدماء في العروق.
إن ياسر عرفات الاسم العظيم لسيد الأحرار والثوار
ما هو إلا قمراً مُنيراً ونبراساً ثوريا لكل عُشاق الحرية والنضال العالمي الذين
يتطلعون إلى التحرّر من نير العبودية والظلم الاستعماري لتحقيق الحرية والاستقلال
لأوطانهم وشعوبهم ، كما سيبقى ذلك الاسم "ياسر عرفات" مقروناً بأروع الانتصارات
والملاحم الوطنية التي صاغها بيديه خلال مسيرته الأسطورية بحثاً عن تحقيق الحرية
الخالدة للشعب الفلسطيني .
لذلك سيبقى ياسر عرفات اسماً خالداً محفورا ومحفوظا
في سجل الخالدين العظماء على هذه الأرض، كما سيبقى خالداً أبديا في ذاكرتها
النورانية المجيدة إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، ولذلك سيحيا ياسر عرفات في
الأذهان والقلوب كما سيحيا شهيداً خالدا في جِنان الخلـود والنعيم المُقيم، كما
سيحظى عند خالقه بمقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر نظيراً لفدائه وأعماله ومواقفه الخالدة
التي قدمها للحرية وشعوبها جمعاء .
ياسر عرفات اسمٌ مكتوب بأحرف نورانية عظيمة تضرب
جذور أحرفه الخالدة في أعماق الأرض الفلسطينية منذ نشأة التكوين لتتطاول هامته
الخالدة إلى عنّان السماء، وستبقى تلك العظمة الخالدة لياسر عرفات محفورةً خالدة في
ذاكرة التاريخ والزمن عبر تداول الأجيال والأزمان، لأنه الفلسطيني الأول الذي ينتمي
لأسلافه الكنعانيين الأوائل منذ آلاف السنين، ولذلك لن يغيب أو يخفت نوره الوهاج من
على هذه الأرض لأنه بكل بساطة واختصار ما هو إلا فلسطين وما فلسطين إلا ياسر عرفات
!
إن "ياسـر عـرفـات" هو العظمة والكرامة والخلـود
بأبسط صورة، وهنا لن أتطرق لسيرته النورانية العظيمة كي أتغنى بمواقفه وأفعاله
المجيدة أو انتصاراته وبطولاته الخارقة أو عبقريته القيادية الفذّة في الهجوم
والدفاع والمناورة لأن ذلك سيحتاج إلى مجلدات من المخطوطات التاريخية المُنيرة كي
أسردها فخراً واعتزازا لأسطورةٍ من أعظم أساطير الأرض، ولذلك سأكتفي هنا بإلقاء
الضوء على ياسر عرفات وعظمته الخالدة من خلال اسمه العظيم لأن عظمة وفخامة الاسم
ياسر عرفات وحده يكفي !!
ياسر عرفات ذاك الاسم وحده يكفي ! وإذا ما اجتمعت
الكلمات وتوحدت قواميس اللغات ومفرداتها الجميلة لتبحث عن كلمةٍ واحدة لمفردات
الأيقونات اللغوية للعظمة والشموخ والكرامة والكبرياء والقوة والفخر والاعتزاز
والعطف والإيثار وحب الأوطان والحرية والتضحية والفداء وغير ذلك مما يندرج ترادفاً
لأعظم الكلمات التي نبحث عنها في تلك القواميس كي نجمعها في كلمة واحدة لنصف بها
سيد شهداء فلسطين وعظيم العظماء فإننا لن نجد تلك الكلمة مهما فتشنا ونجمنا وبحثنا
لا محالة إلا في اسم يـاسـر عـرفـات !
إن ياسر عرفات هو وحده الذي تسري في روحه ودمائه
وتسكن تضاريس جسده وعقله أبجديات تلك الكلمات الرائعات ، وتترجمها جوارحه وثنايا
أفكاره وهمسات آذانه ونظرات عيونه وزفرات شهيقه ونبرات صوته الهادر وحركات لسانه
ويديه لتتراءى لنا عظمة تلك الكلمات على هيئة ذاك العظيم الذي كان اسمه "ياسر
عرفات" يوم مولدة ليصبح فيما بعد مُرادفاً وحيدا لفلسطين بكل معانيها الوطنية
التاريخية والعروبية .
لذلك إذا ما تراءت العظمة والشموخ والكرامة
والكبرياء للعيون على هيئة بشر يمشي بأقدامه على الأرض فإنها لن تتراءى أبدا إلا
بهيئة أسطورة أساطير الحرية والفداء "يـاسـر عـرفــات" سيد الأحرار والثوار
والشهداء والرمز العالمي الخالد لكل عُشاق الحرية ومُحبي الأوطان
.
وهنا أؤكد بعيدا عن عشقي لياسر عرفات لأؤكد لكل
الدُنى بأن ذاك الرجل الذي جمع وحاز أعظم الصفات الجميلة النبيلة واكتنزها في اسم
"ياسر عرفات" بكل جوارحه وأحاسيسه ومواقفة الخالدة وأفعاله وانتصاراته وحياته
الأسطورية منذ نعومة أضفاره وحتى استشهاده – كل ذلك – ما هي بحياة رجلٍ كسائر
الرجال الذين يسيرون بأقدامهم على هذه الأرض، ولكن ذلك الرجل أشبه ما يكون بــ
"الملاك" الذي يتراءى لنا بهيئة بشر اسمه ياسر عرفات !!
لذلك من يبحث عن رجلٍ عظيم حاز مغانم الكلمات
الرائعة فإن سيد الأحرار والثوار "ياسر عرفات" هو وحده ذلك العنوان الذي سيهتدي
إلية حتما كل من يبحث عن روعة وجمال عبير الكلمات وعطرها الفوّاح، وستجذب العيون
الثاقبة وأريج الأفعال العِظام لياسر عرفات ذاك الباحث مهما بعدت وطالت المسافات،
لأن صدى ياسر عرفات اهتزت له الجبال وتناقلته السماء والسهول والوديان لتصدح به
الأطيار فوق الأشجار لتعزف لياسر عرفات أجمل ألحان الخلـود بعدما فاقت عظمته كل
الحدود، وتجاوزتها لتعبر به إلى الخلود وما بعد حياة كان ويكون وسيكون
!
نعم الاسم ياسر عرفات وحده يكفي إذا ما أردنا
اختصار جوامع الكلم في بوثقةٍ عظيمة واحدة، بل إن عظمة ياسر عرفات تفوق ذلك بكثير
لأنه أعظم من أريج كل تلك الكلمات، ولن أتكبر مُتعاليا على مفردات اللغات وقواميسها
إذا ما أكدت بأنها لم تُنتج بعد بين طياتها الكلمة التي يستحق أن نصف بها الحقيقة
الواقعية لأسطورة النضال العالمية ياسر عرفات !
حتما لا محالة ومهما سالت الأحبار لتكتب الأقلام
مِداداً من العِشق وآيات الفخر والاعتزاز لتتغنى بشخص ياسر عرفات إلا أنها ستعجز عن
الإتيان بالوصف الحقيقي الدقيق لتلك "الأسطورة العرفاتية" العالمية التي بلغ نورها
من أقصى الأرض إلى أقصاها لتصبح شمساً ساطعةً بالنهار وقمراً منيرا بالليل ... أليس
ذلك هو الخلـــــود ؟! بلى أنه الخلــــود بعينه !!
ماذا أقول لأرثي عظيما فاقت عظمته كل الآفاق
وتجاوزت سيرته حدود المعمورة لتصبح سيرته طيفاً نورانياً جميلا تتسابق إليه الأمم
لتتنسم أنواره وتكتنز من سيرته رحيق عطره الفوّاح لتُهديه لأبنائها إذا ما شبّوا
كبارا ليتوارثوه فيما بينهم جيلا بعد جيل.
ماذا سأكتب واصفاً عظيما حاز على أرفع الألقاب
العظيمة وتخطى اسمه النوراني حدود الآفاق ؟ لذلك ومهما كتبت مُسطراً نثرا وشعرا أو
حباً مصبوغا بأعظم آيات الفخر والشموخ فإن الحقيقة المؤكدة سيبقى مفادها بأن ياسر
عرفات أعظم من كل الكلمات!
لذلك دوما ستعجز الأقلام كما سأعجز اليوم أن أعطيك
حقك يا سيدي يا سيد الشهداء يا سيد الأحرار والثوار أيها المُلهم الأسطوري العظيم
لأنك ماء الحياة الذي أينما وقع نفع، ومهما مدحت الماء فسيبقى هو الماء اللازم
لوجوب ديمومة الحياة !
ياسر عرفات هو الماء العذب الذي أينما وقع فإنه
سينفع لا محالة ولن يضر أبدا ، وتلك سيرورة الحب العظيم المكنوز في القلوب التي
يتربع فوقها ياسر عرفات !
ماذا أقول لأدمعٍ قد جفت مآقيها بعدما سالت أنهارا
يوم حلّت بنا نكبة الفراق الأليم لياسر عرفات حبيب الملايين ؟! ماذا أقول لقلوبٍ قد
نزفت دمائها شوقاً لياسر عرفات بعدما تربع فوقها عقوداً من السنين
؟!
اليوم، ماذا أقول مُستذكراً في الذكرى الثانية عشر
لأكتب لذلك الخالد العظيم الذي عندما تفكر به العقول لمجرد التفكير فإنها تكاد تتيه
من عظمة ذلك الاسم الرنّان، فما بالك عندما نترك لها العنّان لتسطر أمجادا لم ينلها
سواه من بني الإنسان ؟!
لذلك إن ياسر عرفات هو ذاك الاسم الذي نادى به
الثوار والأحرار مليكاً وسيداً متوجا عليهم، كما يدعوا بالرحمة والمغفرة له جميع
الأخيّار بعدما نصبّوه رمزا للأبرار، كما تتغنى به الأطيار فوق أغصان الأشجار
عازفةً لروحه الخالدة أروع الألحان لأعظم سيمفونية وطنية ثورية وجدت على أرض الحياة
والخلـود .
في ذكـرى فراقه الأليمة الحزينة ماذا أقول لأكتب
ونحن لا ولن ولم ننساه قط لأن روحه الطاهرة ترعانا وترفرف من حولنا، وحبه الأبدي
يسري بيننا كما تسري الدماء في العروق أو الشرايين والأوردة، كما أن صورته لم تغب
لحظة عن أذهاننا وتتراءى أمام عيوننا كل صباحٍ ومساء وكل حينٍ بينهما، بالإضافة إلى
أن صوته الهدّار لم يفارق آذاننا لأنه يتردد دوما على مسامعنا لنطرب أفكارنا به
وليتغنى به أبنائنا !!
رغم وجودك الأبدي بيننا يا سيد الأحرار إلا أن
استذكار ذاك اليوم الحزين الكئيب الذي حدث فيه الوداع المهيب يوم فارقتنا فيه وغاب
عنا هيئة جسدك الطاهر، وبالرغم من بقاء الروح الخالدة للأسطورة الخالدة ياسر عرفات
بيننا – إلا أن استذكار ذلك اليوم - يختلف تماما عن سائر
الأيام!!
لأن ذلك اليوم الأسود الحزين الذي فقدنا فيه الأب
والقائد والزعيم والأسطورة ياسر عرفات هو يوم نكبة فلسطين والعروبة الثانية بعد
نكبتنا الأولى عام 1948 م ، ولذلك توالت علينا بعد رحيلك يا سيدي مرارة النكبات
ليتوجها غدر الزمان بمرارةٍ أخرى لنكبة سوداء لم تكن في الحسبان اسمها الانقسام
الأسود !!
آه ثم آهٍ وألف آه ! ماذا أقول لأكتب شعراً ورثاءً
وفخراً أهديه لروحك يا سيد الأحرار "ياسر عرفات" في يومٍ قد اسودت الدُنى كلها
حُزنا عليه ؟!
وماذا و ماذا سأستذكر لأكتب لك يا سيدي وعشق روحي
وتاج رأسي ونور عيوني ، ويا من حزنت وبكت له ومن أجله الأرض والسماء لفقدانها قمرا
ثوريا مُنيرا وكوكباً عظيما يسير بأقدامه على الأرض اسمه الفلسطيني العظيم الثائر
الحر سيد الثوار والأحرار المُكنى دوما اسمه بسيد شهداء فلسطين ياسر عرفات
؟!!
لن أقول ولن أكتب سوى يـاسـر عـرفـات ثم يـاســر
عــرفــــات ثم يـاسر عـرفــات لأنه اسم أعظم من كل أريج الكلمات، لقد كتبت من قبل
كثيرا لك يا سيد الأحرار والثوار حبا وعشقا وفخرا واعتزازا غير أني لم أجد أعظم من
العظمة نفسها لأصفك بها إلا برسم حروف اسمك الخالد ياسر عرفات الذي يختزن بن طياته
كل ما يبحث عنه عُشاق الحرية والأوطان .
ولذلك فإن الاسم ياسر عرفات تهيمُ في هواه الأفئدة
والعقول شوقا وهياما لتنهل من عطره الوطني الفوّاح، ولذا لم أجد أعظم من اسمك
الطاهر لأكتب حول عظمته لأستذكرك في هذا اليوم الحزين الكئيب
!!
لذلك ومن المؤكد بأن "يـاسـر عـرفــات" هو أعظم
جوامع و روائع الكلم لمن أراد أن يستذكر النبراس العظيم لأيقونة الحرية الوطنية
العالمية يـاسـر عــرفـــات، ولتكتبوه في قلوبكم وبدمائكم أيها الأحفاد والأحبه
!
إن استذكار ذكرى مرارة رحيلك يا سيدي "ابو عمار" في
ذاك اليوم الأشد فاجعةً وسوادا في تاريخ فلسطين يختلف تماما عن سائر الذكريات، لذلك
وفي هذا اليوم 11 / 11 من كل عام وكحال سالف الأيام من بعد ذلك الوداع المهيب
لمُفجر نبع الحرية في قلوب الثوار والأحرار، وعند الاقتراب من هالة ذاك الاسم
العظيم لسيد الأحرار والشهداء والثوار "يـاسـر عـرفــات" لنستذكره أو نكتب له نثرا
وشعرا أو فخرا وشموخا واعتزازا لنتباهى به على سائر الأمم بأننا أحفاداً لذلك الرمز
الخالد لأعظم أيقونات الحرية التاريخية العظيمة فإن ...
إن الأيادي ترتعش والأقلام تجف أحبارها لتقف عاجزةً
عن البوح بمفرداتها و تعجز عن التعبير بأحاسيسها من هول العظمة المحيطة بياسر
عرفات، ولذلك ترتعش الأيادي كما لا تجرؤ الأقلام سوى بالبوح بكتابة الاسم الأعظم
للعظيم الخالد في القلوب "ياسر عرفات".
كما ستتيه الكلمات و تتلعثم الألسن من الهالة
العظيمة التي صنعها ياسر عرفات بتضحياته وفدائه أو حبه وحنانه أو شموخه وكبريائه أو
قوته وعناده وإصراره لتحقيق الانتصار من العدم ، ذلك العدم أو المستحيل الذي لم
يؤمن به قط لأنه يعتبره رمزا للهزيمة وتبريرا للضعف وقلة الحيلة، ولذلك مزق "ياسر
عرفات" تلك الكلمة من قاموس الحياة النضالية، واستبدلها بالإصرار والفداء والتضحية
لتحقيق الإعجاز العدمي تكريساً واستمرارا لتحقيق نهج الانتصار أو الانتصار
!
العظيم الخالد ياسر عرفات نال أعظم آيات الفخر
والاعتزاز وازدان صدره بأرفع الأوسمة العالمية، كما خرّت له جباه الأعادي صاغرينا،
واعترفوا بعظمته الفذة عنوةً بعدما تجرعوا أذيال الهزيمة التي ألحقها بهم ياسر
عرفات خلال مسيرته النضالية النورانية!
كما دان له العالم بالحب والوفاء بحيث أقاموا له
النُصب التذكارية وأطلقوا اسمه الخالد على الساحات والميادين تيمناً وعِشقا لروح
ياسر عرفات، وامتنانا منهم بدوره الريادي كثائر حر من أنبل وأعظم الثوار الأحرار
على مدى العصور.
شهيدا ... شهيدا كلمات خالدات قالها ياسر عرفات
وأكد عليها وهو حيا يُرزق بيننا عندما طلب من الخالق في عُلاه بأن يُطعمه الشهادة
"شهيداً ... شهيدا ... شهيدا" ، تلك أعظم الخواتيم لأعظم الأحرار والثوار، ولقد
نالها العظيم ياسر عرفات مكافأةً ربانية من الخالق لعبده الذي يُحبه ، ولذلك اجتباه
الخالق ليكون في "عليين" مع الأنبياء والصّدّيقين و حسن أولئك
رفيقا.
ما أروع وأعظم تلك الخاتمة العظيمة لحياة الثائر
الحر "يـاسـر عـرفــات" الذي لم يبحث يوما عن وطنٍ لجبينه أو عن سلطانٍ ذو هيلمان
زائف يتربع فوقه، ولكنه كان يبحث عن فلسطين ثم فلسطين، ولذلك عاش وكرّس جُل حياته
من أجلها فقط، وأعطاها كل ما يملك من الحب والبطولة والتضحية والفداء والإيثار
مُسجلاً بدمائه أروع الملاحم الأسطورية وحياة خالدة لأعظم الثوار
الأحرار.
عظمة وشموخ وكبرياء وفخامة وشهامة وكرامة ذات
عنفوان ثوري لا حدود له وتحدي صارخ للأعداء، تلك الكلمات الخالدات اختزلها ياسر
عرفات بكلمة واحدة أكثر خلودا "شهيدا" وستبقى أبد الدهر محفورةً في ذاكرة الزمن
والأجيال المتعاقبة لتؤكد على عظمة وخلــود ياسر عرفات.
لأجل ذلك العظيم ياسر عرفات تنحني دوماً الهامات
إجلالاً واحتراماً وإكبارا، ولأجل ياسر عرفات فلتنحني جميع الرؤوس والهامات الوطنية
إكباراً واعتزازا به لأنه أفنى حياته الخالصة من أجل فلسطين دون سواها
!
ما أعظمك وما أروعك يا سيد الأحرار والثوار، وما
أعظم حبك وكرامتك و بطولاتك وفدائك وإخلاصك وشموخك وكبريائك وعزتك أيها الأسطورة
المُتوجة بأكاليل الحب والغار الوطني!
ياسر عرفات عاش في حِله وترحاله يسير نحو اتجاه
أوحد لبوصلة وطنية عروبية محددة المعالم ذات اتجاه أوحد وحيد يُشير دوما إلى القدس
الشريف، ولذلك كانت القدس ولازالت الهدف الأعظم طيلة حياته، ومن هنا فقد كانت
فلسطين بقدس أقداسها هي قبلته الوطنية الأولى والأخيرة !
وتشهد لياسر عرفات تضاريس كوفيته الرقطاء "الخالدة"
فوق رأسه العظيم بأنه عاش حاملاً للقدس بكل معانيها الوطنية فوق رأسه الطاهر مثلما
كانت تسكن في قلبه وعقله ودمائه وكل جوارحه.
ولأجلها امتشق "يـاسـر عـرفــات" بيديه سيف القيادة
والبطولة والفداء للفوز بإحدى الحسنيين من دونها لتحقيق النصر أو الشهادة الأعظم
فداءً لها، ولأجلها "القدس" ركب الأمواج والرياح ليطوف العالم مُناديا بحريتها
حاملا روحه الطاهرة على راحته الشريفة ليكون شهيدا ثم شهيدا وسيداً لأعظم الشهداء
!!
لذلك عندما أستذكرك كتابةً يا سيدي تختلج الأضلع مع
بعضها لتلامس القلوب من حزنها، وتترقرق دموع العيون حباً من لهفة الشوق إلى ياسر
عرفات حبيب فلسطين والعروبة جمعاء، ولذلك ماذا أكتب في رثاءك اليوم يا سيدي وسيد
الأحرار والثوار ؟! وماذا أقول مدحاً في حنانك وحبك لأبنائك أيها الأب الحنون
والقائد التاريخي البطل المُلهم "يـاســر عــرفـــات " أيها العظيم الخالد في سماء
الحرية والأوطان ؟!
يا ليتنا متنا جميعا يا سيدي وأنت لم تمُت لتتربع
خالدا فوق أشلائنا ودمائنا الطاهرة كي تُكتب لك حياة الخلود الأبدي على أرض فلسطين،
يا ليتنا متنا جميعا وياسر ما مات جسدا !
نعم ياسر عرفات رحل عنا جسداً ولكن لم يرحل نوراً
وفكراً ونضالا لأنه روحه تسري فينا وبيننا، ومنها نستمد الإرادة والعزيمة نحو
مواصلة درب الحرية لتحقيق الاستقلال لدولة فلسطين الحبيبة. ومن المؤكد هنا بأن ياسر
عرفات لن يموت أبدا لأنه فلسطين الشعب وشعب فلسطين لن يموت أبدا أبدا
!!
لقد بكتك الأرض وحزنت عليك السماء يوم فارقت فلسطين
جسدا لتعلو روحك الحبيبة مُرفرفة حولها وهي تحث الخُطى فوق الغيمات لتفرح بلقاء
بارئها في عُلا السموات .
آهٍ ثم آهٍ وألف آه لفراقك أيها الحبيب ياسر عرفات،
آهٍ وألف آه عليك يا عشق روحي وتاج رأسي ونور عيني وبلسم جُرحي ونبراس دربي وحياتي،
فلتبكوه أيها الأحبه بدمائكم كما لم تبكوا آبائكم وأمهاتكم وأبنائكم لأن ياسر عرفات
هو كل ذلك لكم أيها الأحفاد !
ياسر عرفات لم يُظلم قط ! ولكنه ظُلم من ثُلةٍ لا
وطنية محسوبة زورا وبهتانا على بني جلدته ، نعم لقد ظلمــوه بالرغم من كل مواقفه
وأفعاله وانتصاراته الوطنية التي لا تعد أو تُحصى من أجل فلسطين، ظلمــوه بأباطيل
الباطل بعد رحيله الحزين، لأنهم ما كانوا ليجرؤا على الاقتراب من هيبة الأسد
"العرفاتي" العظيم خوفاً على أنفسهم، ورعباً من زمجرته إذا غضب وكشر عن أنيابه
!!
آهٍ ثم آه ويا لسخريات الأقــدار !! وكحال كل
العظماء لدى شعوبهم فقد خرجت شرذمة ظلامية سوداء من بني جلدتنا لتتنكر لتاريخ ياسر
عرفات الذي سطّر فيه أروع ملاحم التضحية والفداء والانتصار ليصنع ويحفر اسم فلسطين
في عبق الأرض والزمن !
لأولئك الحاقدين الجاحدين المارقين عن وطني أقول
مؤكدا لهم، ولكل من يتجرأ على التطاول بوحا أو همساً على تاج رأسي وحبيبي ياسر
عرفات : إفعلوا ما شئتم فتلك أخلاقكم أيها السُفهاء ! ، ومهما بلغتم بحقارتكم فلن
تصلوا إلى "مجرد" المساس من طهارة نِعال ياسر عرفات التي تعفرت وتغبرت بغبار الأرض
أثناء المعارك البطولية التي خاضها ياسر عرفات حبا وكرامة من أجل فلسطين
!
لذلك قولوا انفعلوا انفجروا فستقتلكم حتما عظمة روح
"يـاسـر عـرفــات" وستموتون بحقدكم الأسود لا محالة أيها الأقزام الحثالة
!
إن الاحتفاء اليوم وفي كل يوم بذكرى العظيم
الفلسطيني والفتحـاوي الخالد والعروبي العالمي "ياسر عرفات" لا يكون إلا
بالاقـتـداء بنهج مسيرته الخالدة، وبإتباع سنته الوطنية التي خطها أثناء مسيرته
النضالية الحافلة بالفداء والتضحية والكرامة والشموخ
والانتصار.
كما يكون الاحتفاء به بالمحافظة على الثوابت
الوطنية التي استشهد دونها، بالإضافة للتثبت بديمومة قراره الوطني الفلسطيني
الفتحاوي المستقل الذي انتزعه بالدماء الطاهرة، لذلك وبالرغم من قسوة الألم
والمرارة فإننا نجدد له العهد والقسم كل صباحٍ ومساء بالمُضي قُدماً نحو مواصلة
المسيرة الوطنية الخالدة لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة
وعاصمتها القدس الشريف.
استناداً للعظمة والعزيمة الجبّارة للفلسطيني
الأعظم "ياسر عرفات" القائد المؤسس والمُفجر الأول لثورتنا الخالدة، وإيماناً بروحه
الطاهرة واستكمالا لمسيرته الوطنية العظيمة، وتكريساً وطنيا للمُضي قُدما نحو القدس
الشريف لتحقيق المشروع الوطني الفلسطيني الذي وهبّ ياسر عرفات روحه فداءً له من أجل
نيل الحرية والاستقلال لدولة فلسطين الحبيبة فإن حركة التحرير الوطني الفلسطيني
"فـتـح" ستذهب إلى عقد مؤتمرها العام "السابع" لاستنهاض حركة "فتح" برؤية ثورية
مُلهمة تتناسب مع الإنجازات الوطنية المشروعة التي حققتها قيادتنا السياسية بقيادة
"ابو مازن" خليفة العظيم الخالد "ياسر عرفات" رحمه الله.
لذلك ستذهب حركة "فتح" مُتسلحةً بروح الخالد "ياسر
عرفات" إلى المؤتمر السابع للنهوض بنفسها كي تُحقق النهوض الوطني للكل الفلسطيني من
أجل الوقوف أمام التحديات والصعاب التي تعترض مسيرتنا الوطنية والتغلب عليها لتحقيق
الانتصار الوطني الفلسطيني.
لذلك إن حتمية انعقاد المؤتمر السابع أصبح بمثابة
الحتمية الضرورية للوصول بالمشروع الوطني الفلسطيني إلى بر الأمان لأن حركة فتح هي
الرافعة الرئيسية له، وحيث أن قوة حركة فتح هي قوة جبّارة لفلسطين كان لابد من عقد
المؤتمر السابع الفتحاوي لتستنهض فتح نفسها من جديد، ولتعمل بكل طاقتها من أجل
تحقيق المشروع الوطني وصولا لإنهاء الاحتلال وتحقيق أماني شعبنا الفلسطيني في
الحرية والاستقلال .
لا عـزاء لنا يا سيدي "ياسر عرفات" يا سيد الأحرار
والثوار بعد فُراقك الحزين سوى أنك تركت فينا رفيق دربك الوطني الذي سلمته الراية
الوطنية بعدما ترجلت عن صهوة فلسطين لأخيك السيد الرئيس محمود عباس "ابو مازن" الذي
يسير على خُطاك ويعاهدك في كل مناسبة بمواصلة المسيرة مُتمسكا بالثوابت الوطنية
التي حافظت عليها ووهبّت روحك ودمائك الطاهرة فداءً لها.
لا عــزاء لنا ياسر عرفات أيها الخالد فينا سوى أن
خليفتك "ابو مازن" قد عاهدك وعاهد فلسطين بمواصلة النضال والمسيرة لتحقيق حلمك
العظيم لإنهاء الاحتلال وصولا لتحقيق الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف
.
نم قرير العين يا سيدي لأننا أحفادك وأبنائك الذين
زرعت فينا حب فلسطين، ورويت عقولنا وقلوبنا بحبها العظيم لندافع عنها بالغالي
والنفيس، وعهدنا لك وأخيك من بعدك بأن نحافظ على العهد والقسم باذلين كل ما نملك
لنهب دمائنا وأرواحنا من أجل تحريرها من دنس الغاصب المحتل حتى يكتمل حلمك يا سيد
الشهداء بتحقيق الحرية لزهرة مدائن الأرض "القدس الشريف" .
نم قرير العين أيها الزعيم الخالد والأسطورة العظيم
"ياسر عرفات" لأن أخيك وخليفتك العظيم "ابو مازن" يسير على خُطاك، وعاهد فلسطين كما
عاهدك بالأمس بالتمسك بالثوابت الوطنية، ومواصلة المُضي قُدما نحو إنهاء الاحتلال
الغاشم وصولا لتحقيق الحرية والاستقلال لدولة فلسطين الحبيبة وعاصمتها القدس الشريف
.
سلام لك "يـاسـر عـرفــات" وسلام عليك وألف سلام
لروحك الطاهرة وسلام لك في عليين وجنات النعيم وسلام لك تحت الثرى و سلام لك يوم
تُبعث حيا ، ودائما لك ألف سلام .
عاشت فلسطين وعاشت حركة فتح وعاشت روح ياسر عرفات
العظيمة حاميةً لفلسطين الحبيبة.
العهد هو العهد والقسم هو القسم، المجد والخلود
لشهدائنا الأبرار والحرية لأسرانا البواسل.
* كاتب ومحلل سياسي - كادر
فتحاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق