فصائل فلسطينية ترحب بخطاب مشعل وفتح تشدد على اولوية اجراء الانتخابات
وكان مشعل اعلن السبت في خطاب له في غزة امام حشد كبير 'آن الاوان لطي صفحة الانقسام وبناء الوحدة الوطنية الفلسطينية (...) من يظن ان في الانقسام مصلحة مخطئ ... قادة حماس وابناؤها في الداخل والخارج يؤمنون بالوحدة والمصالحة. الانقسام كارثة وطنية. الانقسام فرض علينا من اللحظة التي رفض البعض انتخابات 2006 ومع ذلك عفا الله عما سلف، اليوم يوم النصر ويوم العزة'.
وعاد مشعل الاحد وقال في غزة في السياق نفسه 'ايها الاخوة اوصيكم بالمصالحة واوصيكم بالوحده الوطنية ووحدة الصف الوطني الفلسطيني (...) حماس لا تستغني عن فتح وفتح لا تستغني عن حماس ولا نستغني عن كل الفصائل (...) فلنتسامح، لقد اخطأنا في حق بعضنا البعض وعفا الله عما سلف'.
ورحبت حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاحد بخطاب مشعل. وقال عزام الاحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، مسؤول ملف المصالحة 'نرحب بقوة بخطاب السيد خالد مشعل الذي كان ايجابيا جدا من اجل طي ملف الانقسام الفلسطيني'.
واعتبر عزام ان الخطاب ايجابي في قضايا 'رئيس واحد للشعب الفلسطيني وسلطة واحدة وقانون واحد'.
واضاف 'نحن لا نختلف اطلاقا معه في كل هذه القضايا التي هي محور اتفاق المصالحة الذي وقعت عليه حركتا فتح وحماس وبقية الفصائل الفلسطينية لانهاء الانقسام'.
واعرب الاحمد عن الامل بان يكون خطاب مشعل ملزما لجميع قيادات حركة حماس 'خاصة قيادة حماس في قطاع غزة لجهة التنفيذ على الارض لانهاء الانقسام والوصول الى المصالحة الحقيقية والجدية'.
الا ان المسؤول في فتح ربط تقدم مسيرة المصالحة باجراء الانتخابات الفلسطينية. وقال 'من اجل تطبيق ذلك لا بد من الاسراع في عمل لجنة الانتخابات التي توقفت عن العمل في تموز/يوليو حتى تتم عملية الانتخابات للوصول الى النقاط التي اعلنها مشعل'.
واعتبر الاحمد ان لغة مشعل في خطاب انطلاقة حماس 'ايجابي وتعبر عن ان حركة حماس وصلت لقناعة ان الوقت حان لتنفيذ انهاء الانقسام وتنفيذ ما تم التوقيع عليه بيننا'.
واضاف الاحمد ان الرئيس الفلسطيني 'سيدعو الى اجتماع لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية التي تضم كافة الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة فتح وحركة حماس وسيكون هذا الاجتماع متابعة لملف المصالحة واعادة تفعيل منظمة التحرير'.
وانهى المسؤول الفتحاوي كلامه قائلا 'نعم يجب ان ننهي الانقسام، وتحقيق الاسس التي تم الاتفاق عليها بالقاهرة والدوحة وهي سلطة واحدة، ورئيس واحد وحكومة واحدة، وتشريعي واحد، ومرجعية واحدة هي منظمة التحرير الفلسطينية، التي يجب العمل على سرعة تفعيلها'.
من جهته قال صالح رأفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والامين العام للاتحاد الديموقراطي الفلسطيني (فدا) ان هناك اتفاقا في القاهرة وقع في ايار (مايو) من العام 2011، نص على تفعيل منظمة التحرير استنادا الى صناديق الاقتراع.
وقال رأفت 'نريد ان يوضع هذا الاتفاق واتفاق الدوحة اللاحق موضع التنفيذ، خاصة ما يتعلق بالانتخابات المتزامنة الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني، لان هذه الانتخابات، وتحديدا انتخابات المجلس الوطني، هي التي تقود الى اصلاح يستند الى رغبات الناس'.
كما اعتبر الامين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي ان الاجواء الفلسطينية العامة هي افضل مما كانت عليه في السابق، الا انه قال ان 'المهم هو في التقدم في اتجاه خطوات عملية'.
واضاف 'هذه الخطوات العملية تستند الى ان هناك اتفاقا كان موجودا، ويجب عدم التغيير فيه، وفي حال بدأ العمل في تنفيذ هذا الاتفاق من الممكن ان يتم التوصل الى خطوات فاعلة اخرى نحو تحقيق المصالحة'.
واعتبر الصالحي ان اي عودة في مفاوضات المصالحة الى المربع الاول هي 'افضل وصفة لعدم التقدم في المصالحة، لذلك بجب البناء على ما تم الاتفاق عليه'.
من جانبه شدد الناطق باسم حركة فتح احمد عساف في تصريح لوكالة فرانس برس على اهمية الانتخابات في مسيرة المصالحة. ودعا الى 'عودة لجنة الانتخابات المركزية للعمل في قطاع غزة' معتبرا ان 'الانتخابات هي كلمة السحر الذي ستحقق المصالحة'.
وكانت لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية عملت في قطاع غزة في حزيران (يونيو) الماضي، حسب ما نص عليه الاتفاق الاخير بين فتح وحماس، الا ان حماس منعت اللجنة من مواصلة عملها.
واضاف عساف 'كان حري بالسيد مشعل ان يدعو في خطابه الى عودة لجنة الانتخابات للعمل، بعد ان كانت حركة حماس طردت اللجنة في الثاني من تموز (يونيو) الماضي'.
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري لفرانس برس ان خطاب مشعل السبت 'جاء متشددا بشكل عام، وفيه رائحة الحملات الانتخابية الداخلية خاصة انه القي في غزة، واعتقد انه حسم وضعه كرئيس للمكتب السياسي للحركة في المرحلة المقبلة'.
وكان مشعل تحدث في مقابلة مع تلفزيون سي ان ان عن قبوله بدولة فلسطينية في حدود الرابع من حزيران (يونيو)، وتأييده للعمل المقاوم اللاعنفي، الا انه في خطابه في غزة السبت تحدث عن فلسطين الكاملة من البحر الى النهر واعتماد المقاومة نهجا لتحقيق ذلك.
وقال المصري 'نعم حديثه الاعلامي السابق كان اكثر اعتدالا، وبتقديري ان مواقف مشعل السابقة منحته قبولا لدى تركيا وقطر ومصر، وهو ما سمح له في النهاية بدخول قطاع غزة'.
واضاف 'لذلك اسرائيل قالت انها ستسمح لمشعل وستمنع دخول رمضان شلح الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي'.
واعتبر المصري ان حديث مشعل عن المصالحة 'كان غامضا' ولم يتحدث عن التفاصيل.
واضاف ان حركة فتح 'تريد للجنة الانتخابات ان تعمل في غزة وبعدها تجرى الانتخابات ثم المصالحة، في حين ان حركة حماس تريد المصالحة اولا، وبتقديري لن يحظى اي من الطرفين بما يريد'.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق