الأحد، 1 يناير 2017

بعد 52 عاما.. ما هي انجازات واخفاقات حركة فتح؟

بعد 52 عاما.. ما هي انجازات واخفاقات حركة فتح؟
تاريخ النشر : 2017-01-01
 
خاص دنيا الوطن- كمال عليان
في الذكرى الثانية والخمسون لانطلاقة حركة فتح، يتجدد الحديث عن دور الحركة النضالي في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، وأين اخفقت وفيما أصابت، في ظل التطورات الأخيرة.

ورغم حديث الفتحاويون عن دور أساسي للحركة في ترسيخ حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والعودة والاستقلال، غير أنه –بحسب مراقبون- فإن ثمة اخفاقات التصقت بالحركة مؤخرا.

ويؤكد المراقبون لـ"دنيا الوطن" أن انجازات حركة فتح كانت ولازالت قائمة حتى اللحظة، غير أن نسبة الاخفاقات بدأت تكثر، بداية من هيمنتها وتداخلها في السلطة ومنظمة التحرير، مرورا بإلغاء الكفاح المسلح واتخاذ المفاوضات طريقا وحيدا مع الاحتلال الاسرائيلي، وليس انتهاء باستمرار الانقسام.

هوية للشعب

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي أحمد عوض حول أن الإنجاز الأكبر لحركة فتح هو تحويل القضية الفلسطينية من قضية لاجئين إلى قضية حقوق ومصير، كما مثلّت الفلسطينيين طيلة الوقت الماضي سياسيا، وأدارت حياتهم في الشتات والوطن.

وقال عوض لـ"دنيا الوطن": "وأقامت السلطة الفلسطينية على الأرض الفلسطينية وناضلت وأثبتت وجود الشعب الفلسطيني وأعطته هوية، كما أنه لم يعد هناك وصاية على الشعب، ومثلت حركة فتح الفلسطينيين في الأمم المتحدة وقادت منظمة التحرير بطريقة بعيدة عن الوصاية".

وبخصوص الإخفاقات أضاف عوض "أنه لم تحقق الحركة أهدافها الكبرى مثل تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال، ولم تحقق الوحدة الوطنية بشكل كامل، كما أن إدارتها للمفاوضات مع الاحتلال أدت إلى اتفاق غير ناضج بدون نتائج".

وأشار إلى أن التحام حركة فتح بالسلطة الفلسطينية أدى إلى نوع من الترهل التنظيمي والتفكك، موضحا أن من الاخفاقات أنها لم تستطع أن تعالج الانقسام بطريقة جيدة، بالإضافة إلى تخليها عن الكفاح المسلح واتخاذ المفاوضات طريق وحيد للتعامل مع الاحتلال.

انجازات واخفاقات

بدوره، يرى الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني أن أهم انجازات فتح هو أنها نالت شرف الطلقة الأولى "الثورة الفلسطينية" بعد نكبة عام 1948،  وحافظت على الهوية والكينونة الفلسطينية، في وقت سعت بعض الدول الى تذويب هذه الهوية، ودعمت صمود اللاجئين الفلسطينيين في الشتات.

وقال الدجني لـ"دنيا الوطن": "كما حافظت الحركة على النظام السياسي الفلسطيني عبر تعزيز المؤسسات السياسية الفلسطينية وبناء أركان الدولة الفلسطينية، وحاربت التطبيع مع دولة الكيان، وصمودها الاسطوري في بيروت بعد حصار كبير، وفضح الاحتلال الاسرائيلي في المحافل الدولية، قيادتها للقيادة الوطنية الموحدة في الانتفاضة الاولى عام 1987".

ويضيف " كما يعد تشكيل خلايا كتائب شهداء الاقصى والقيام بعمليات نوعية ضد الاحتلال في انتفاضة الأقصى من انجازات الحركة، ولا ننسى أنه في عهد فتح قامت أول انتخابات ديمقراطية نزيهة شهد لها القاصي والداني".

وحول اخفاقات فتح أكد الدجني أنها هيمنت على منظمة التحرير الفلسطينية، واستحوذت على القرار السياسي الفلسطيني، و شخصانية النظام السياسي الفلسطيني، وغياب الديمقراطية عن مؤسسات المنظمة، وتداعيات ذلك على القرار السياسي الفلسطيني، تدخل المنظمة والتي تهيمن عليها فتح في شئون داخلية للدول العربية، وتوقيع اتفاق اوسلو.

وأشار إلى أن ذوبان فتح داخل مؤسسات السلطة والتي شابها الفساد والترهل والمحسوبية، ألقى بظلاله على مؤسسات الحركة فغابت وذابت داخل بوتقة السلطة، و تجاوز فتح للدستور الفلسطيني وعدم احترام القوانين الفلسطينية، وتسخير طاقات المنظمة لقضايا خلافية داخلية، وغياب مؤسسات م.ت.ف عن القضايا الجوهرية.

تراجع برنامجها

من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن أهم اخفاقات حركة فتح هو تراجعها عن برنامجها الذي على أساسه قد ُأنشئت، واعتزالها منهج المقاومة والكفاح المسلح سبيلا للتحرير، ثم اتفاق أوسلو وما نتج عنه من ويلات للشعب الفلسطيني.

وقال الصواف لـ"دنيا الوطن": "أكبر هذه الويلات هو الاعتراف بإسرائيل وقد يقول البعض أن الذي اعترف هو منظمة التحرير، ولكن الذي يقود المنظمة فعليا هي حركة فتح".

وحول الانجازات أوضح أن حركة فتح استطاعت أن توصل القضية إلى الساحات الدولية والاقليمية و حققت بعض الانجازات المهمة بهذا الشأن ويمكن البناء عليها.

أما الكاتب والمحلل السياسي عبد الستار قاسم فيعتبر أن الأمور بخواتيمها والحصاد من جنس البذار، مبينا أنه عند الحكم على انجازات حركة فتح لابد أن ننظر للحصاد والذي يتمثل –وفق قاسم- بالاعتراف بإسرائيل وانقسامات وتراجع القضية الفلسطينية مؤخرا.

ليست هناك تعليقات: