الأحد، 28 أغسطس 2016

هل يتآمر السيسي مع إسرائيل لاستبدال دحلان بعباس و يتمّ اغتيال الأخير؟


في مقال جديد للكاتب الأمريكي آلان هارت على موقع “كلير انفورميشن هاوس” ترجمه موقع “إيوان 24″، بعنوان “هل يتآمر السيسي مع إسرائيل لاستبدال دحلان بعباس؟”، تساءل الكاتب عن المجهود الكبير الذي يبذله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لصالح القيادي الفتحاوي المفصول وعرّاب الإنقلابات وداعم الثورات المضادّة محمّد دحلان لأجل إيصاله إلى كرسيّ الحكم في فلسطين.

وهذا نصّ المقال:
ليس سرا أن رئيس مصر عبد الفتاح السيسي، المصاب بجنون العظمة على غرار ترامب وطاغية قلما يوجد له نظير، سعيد لقيامه بأعمال قذرة لصالح إسرائيل. وأنه قد يكون يسعى في الوقت الحالي إلى تمهيد الطريق لمحمد دحلان ليخلف محمود عباس كرئيس للسلطة الفلسطينية، وهو ما يكاد يكون من المؤكد مكسبا ثمينا للمخابرات الأمريكية والإسرائيلية (ولكنه ليس عميلا مستديما).

بعد توقيع اتفاقية أوسلو في واشنطن العاصمة في العام 1993، تم اختيار دحلان من قبل الأمريكيين لرئاسة جهازالأمن الوقائي “الفلسطيني” في غزة. وعن طريق التسليح والتمويل والتدريب من قبل الأمريكيين، تحول إلى قوة حركة فتح المكونة من 20000 مقاتلا، وهو ما جعل دحلان واحد من أقوى القادة الفلسطينيين.

وقد تم اتهام قواته بشكل منتظم بتعذيب معتقلي حماس طوال فترة التسعينات، وخلال هذه الفترة كان يُلقب قطاع غزة باسم “دحلانستان” بسبب قوة الرجل.

وباعتباره رئيسا لجهاز الأمن الوقائي الفلسطيني، تعامل دحلان بانتظام مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ومسؤولي المخابرات الاسرائيلية.

وقد عقد الرئيس جورج “دوبيا” بوش نفسه ما لا يقل عن ثلاثة اجتماعات مع دحلان، وبعد أول لقاء، أشاد بوش علنا بدحلان بوصفه “قائدا جيدا وصلبا”. كما ذهب الرئيس إلى أبعد من ذلك واصفا دحلان بأنه “رجلنا”. وقد أثبت دحلان ذلك.

وفي العام 2007، قال دحلان “نعم” لطلب أمريكي بإعداد قواته من أجل هجوم شامل على حماس لتدميرها بالقوة.

وحتى الآن، يعتقد صانعو السياسة الأمريكيين (والعديد من الأوروبيين) أنه كان يجب تدمير حماس بسبب فوزها في انتخابات 2006 للمجلس التشريعي الفلسطيني. حيث حصلت حماس على 74 مقعدا من أصل 132، بفارق أكثر من 29 مقعدا عن حركة فتح الحاكمة، ومضى زعيمها اسماعيل هنية نحو تشكيل الحكومة. ولم يكن بالطبع ثمة سبيل بأي حال من الأحوال أن تسمح إدارة بوش لها بالبقاء على قيد الحياة.

ولسوء حظ دحلان وقادته الأمريكان، علمت حركة حماس بخطة القضاء عليها، فقامت بشن ضربة استباقية مما دفع قوات جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني وزعمائه إلى الخروج من قطاع غزة.

وبعد هذه التطورات، تم إصدار تحليل صادق وممتع من قبل ديفيد وورمسر الذي كان قد شغل منصب مستشار نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني لشؤون الشرق الأوسط. حيث قال إنه يعتقد أن حماس لم يكن لديها نية للسيطرة على قطاع غزة حتى اضطرتها فتح إلى ذلك. حيث صرح قائلا “يبدو لي أن ما حدث لم يكن انقلابا من حماس بل محاولة انقلاب من فتح تمت مصادرتها قبل أن تحدث.”

كما قال: “انخرطت إدارة بوش في حرب قذرة في محاولة لدعم انتصار ديكتاتورية فاسدة (السلطة الفلسطينية التي يقودها الرئيس محمود عباس)”.

وقال وورمسر أيضا أنه انزعج بشدة من نفاق إدارة بوش قائلا “هناك هوة كبيرة بين دعوة الرئيس للديمقراطية في الشرق الأوسط وهذه السياسة، انهما متناقضان بشكل مباشر”.

ولم تحل هزيمة دحلان المخزية في قطاع غزة بينه وبين دعم ادارة بوش له. ففي أكتوبر 2007 ، تمت الإفادة بخضوع عباس لضغوط شديدة في محاولة لاقناعه بتعيين دحلان نائبا له. ونقلت الصحف عن مسؤولين في حركة فتح قولهم إن الولايات المتحدة وبعض دول الاتحاد الأوروبي يودون رؤية دحلان كخليفة لعباس في رئاسة السلطة الفلسطينية.

ولم يك عباس سوى واحد فقط من كثير من الفلسطينيين الذين اعتقدوا،كما أعتقد، أن دحلان هو الذي وضع مادة السم التي قتلت ياسر عرفات لصالح الموساد.

وانطلاقا من هذا المعتقد، وخوفا من أن يصبح الضحية التالية لدحلان، أعطى عباس أوامره بطرد دحلان من حركة فتح. وكان ذلك في يونيو 2011. وبعد ثلاثة أشهر، تمت مداهمة منزل دحلان من قبل الشرطة الفلسطينية وتم اعتقال حراسه الشخصيين.

وفي وقت لاحق، تم نفي دحلان من فلسطين وأقام في دبي. (ويحمل دحلان وزوجته جليلة وأطفالهما الأربعة الجنسية الصربية، ويحمل دحلان نفسه أيضا الجنسية المونتينيغرية).

اليوم، وبمساعدة الحقيقة القائلة بأن الغالبية العظمى من الفلسطينيين المحتلين والمضطهدين مرضى ومتعبون من العجز والفساد السائد في السلطة الفلسطينية، يسعى محمد دحلان للعودة. والمروج الرئيسي له هو السيسي رئيس مصر.

وفي شهر نوفمبر الماضي، وخلال اجتماع في القاهرة، عرض على عباس خطة “خارطة طريق” لتنقية الساحة السياسية الفلسطينية. وكان مطلب السيسي الرئيسي هو المصالحة بين عباس ودحلان في مقابل استمرار العلاقة مع السلطة الفلسطينية. وتشير كل المؤشرات إلى أن السيسي يريد دحلان ليكون خليفة عباس.
ويبدو بالنسبة لي أن هناك سؤالان يتعلقان بالأمر:
الأول هو: لماذا يريد السيسي أن يكون دحلان هو الرئيس المقبل للسلطة الفلسطينية؟
الإجابة القصيرة هي: لأن هذا هو ما يريده قادة إسرائيل.
والسؤال الثاني هو: لماذا يريد قادة إسرائيل أن يخلف دحلان عباس؟
الإجابة القصيرة هي: أنهم يأملون وربما يعتقدون أنه سيكون مستعدا لاستخدام القوة لإجبار الفلسطينيين على قبول فتات الأجندة الصهيونية ؛ مساحات معزولة على 30-40 % من الضفة الغربية مما يسمونها بالدولة.
وتوقعي هو أنه حتى إذا لم تؤد المؤامرة العربية بقيادة السيسي والرشوة إلى استبدال دحلان بعباس كرئيس للسلطة الفلسطينية، فسوف يتم بالتأكيد اغتياله إذا حاول فرض شروط الإستسلام للصهيونية على الفلسطينيين.

ليست هناك تعليقات: